يحتفل أمازيغ شمال إفريقيا بالسنة الجديدة 2967 بإحياء عدد من العادات والتقاليد، بالرغم من أن أغلب هذه العادات قد تراجع، في ظل عدم اعتراف رسمي بهذا التاريخ في دول المنطقة. الباحث في الشؤون الأمازيغية الحسين آيت باحسين يتحدث عن هذا التاريخ، وعن الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية في المغرب، ويقول إنه منذ القرن الماضي وإلى بداية الستينيات منه تم التعامل مع ثلاثة تقويمات زمنية هي: التقويم الهجري، والتقويم الميلادي، والتقويم العبري؛ نظرا لتواجد ثلاثة ديانات سماوية، هي الإسلام والمسيحية واليهودية. وتبعا لذلك، يضيف آيت باحسين، في حديث لهسبريس، يعرف المغرب ثلاثة أنواع من الأعياد، وهي أعياد دينية وأعياد وطنية – سياسية واحتفالات شعبية – وبيئية تتمثل في احتفالات "ئنّاير" التي تطلق عليها تسميات مختلفة باختلاف المناطق (حاكوزة، لحوادس، بّاشّيخ، وغيرها من تسميات أخرى كثيرة)، يتقاسمها كل المغاربة، سواء منهم الناطقون بالأمازيغية أو غير الناطقين بها. وأوضح آيت باحسين أن احتفالات السنة الفلاحية التي كان المغاربة، سواء في القرى أو في المدن، يحتفون بها قد بدأت تتقلص كظاهرة احتفالية عامة، ومن حيث عدد الأيام التي كنت تدومها؛ إذ تتراوح بين 3 و5 و7 أيام، بل إن بعض الوثائق تشير إلى 9 أيام؛ وذلك حسب ما تجود به البيئة محليا أو حسب الادخار الذي توفره محاصيل فصل الصيف. ومع دينامية الحركة الثقافية الأمازيغية، يضيف نائب الكاتب العام للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، بدأ الاحتفال بالسنة الفلاحية يتحول من احتفال شعبي إلى احتفال مدني- بيئي، يتم تحديثه وتثمين عاداته وتقاليده وطقوسه وطرق الاحتفال به، وإبراز مختلف رمزياته الثقافية والبيئية، والبحث عن جذوره التاريخية وجوانبه التقويمية ودلالاته الاجتماعية، كما تم ربطه بالجانب الثقافي والهوياتي والحضاري للأمازيغ بالتوافق على حدث تاريخي موثق اتخذ كمرجعية تقويمية زمنية باعتبارها ذاكرة لمساهمة الأمازيغي في الثقافة الكونية. وعن العادات التي دأب الأمازيغ على القيام بها احتفالا برأس السنة، فقد أجملها آيت باحسين في خمسة طقوس؛ "طقوس تحضيرية" لكل ما تستلزمه تلك الاحتفالات، و"طقوس تطهيرية" تستهدف التخلص من كل قديم وغير نافع بوسائل وأدوات وأشياء يتم التفاؤل بها بحلول سنة ميمونة، و"طقوس تغذوية" تتمثل في تهييء أطباق متنوعة بتنوع المناطق وما يتوفر عليه المحتفلون من محاصيل تتيحها البيئة المحلية في فصل الشتاء أو تم ادخارها للمناسبة، و"طقوس صيدلية" أساسها جمع أنواع بعينها من النباتات المتوفرة في ذلك الفصل لتحضير أدوية منها بواسطة مزجها بمنتوجات طبيعية كالعسل أو غيره ليتم اللجوء إليها حين يستدعي الأمر ذلك، بالإضافة إلى "طقوس تجميلية" متعلقة باستعمال السواك والحناء والوشم وارتداء ما جد من الملابس وغير ذلك مما تستدعيه المناسبة. إضافة إلى ذلك، تمارس طقوس رمزية كثيرة، يضيف الباحث في الشؤون الأمازيغية، خاصة في تناول مختلف الأطباق التي تهيأ بالمناسبة، وكذا في التعامل مع بيئة المحيط ومع مختلف ليالي الاحتفال ومع الأطفال، "وكل هذه الطقوس مرتبطة بالأرض وبأشغال الفلاحة وبتحولات وتغيرات الطبيعة، ومن أجل مواساة الطبيعة في تحولاتها تلك وتضامنا مع الآخر في فصل تندر فيه محاصيل الطبيعة"، على حد تعبيره.