عاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى صيغة التوجيهات في تعامله مع المنتمين إلى حزب "المصباح"، بعدما دعا جميع أعضاء "البيجيدي" إلى عدم الإدلاء بأية تصريحات صحافية حول أي موضوع كان ولأي منبر إعلام كان، حسب ما نشر على الموقع الرسمي للحزب. وليست المرة الأولى التي يتسيد فيها عبد الإله بنكيران المشهد الداخلي لحزبه، بعدما أصدر توجيهات مشابهة، كان آخرها توجيهه للمنتمين إلى حزبه والمتعاطفين معه بعدم الخروج في أية احتجاجات، بعد الحراك الذي شهدته العديد من المدن المغربية احتجاجا على وفاة "شهيد الحكرة" محسن فكري طحنا دخل شاحنة لنقل الأزبال. وفي تعليقه على الخطوة التي اتخذها عبد الإله بنكيران، والتي تتزامن مع "مخاض تشكيل الحكومة"، قال مهدي عامري، أستاذ التواصل بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إن توجيه زعيم الحزب الإسلامي يدخل ضمن ما يسمى بتواصل الأزمة الاستباقي؛ "فلن ينتظر بنكيران حصول أزمة قد تكون نتيجة تصريحات أدلى بها أحد أعضاء الحزب، ليتم التعامل معها والتواصل بشأنها". وأورد عامري، خلال تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الخطوة التي قام بها بنكيران تعد تكتيكا سياسيا مدروس بدقة، وهذا ما تحتاجه الهيئات السياسية، سواء داخل المغرب أو في باقي البلدان العربية على حد تعبيره، مردفا أن بنكيران محاط بالعديد من المختصين في التواصل والمستشارين يعود إليهم من أجل النظر في العديد من القضايا التواصلية للحزب، خاصة أن الظرفية تقتضي مثل تلك الإجراءات. توجيه بنكيران اعتبره الأستاذ المتخصص في التواصل خطوة إيجابية، مردفا أن القاعدة تقول "الإفراط في التواصل يقتل التواصل" و"من باب الذكاء في التواصل، يضيف المتحدث، التحفظ على العديد من المواضيع والآراء، خاصة أننا حاليا نعيش أزمة تشكيل الحكومة، وبذلك يكون توجيه بنكيران له ما يبرره ودوافعه". أما من الناحية السياسية، فيرى أشرف مشاط، الباحث في المجال، أن هذا التوجيه، الذي أصدره الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، هو محاولة لضبط بعض خرجات أعضاء الحزب الذين أصبحوا يقدمون بعض التصريحات تعود بالسلب على موقع الحزب بشكل عام وعلى الموقع التفاوضي لعبد الإله بنكيران بشكل خاص. وأردف الباحث السياسي أن العديد من المتغيرات ألزمت بنكيران بإصدار هذا التوجيه، خاصة بعد بلاغ "انتهى الكلام" الذي تلته تصريحات من داخل حزب العدالة والتنمية مثل ما أدلى به مصطفى الرميد وعبد العالي حامي الدين، وسابقا عبد العزيز أفتاتي؛ "وهي تصريحات سلبية، وفي بعض الأحيان تكون هجومية، في ظرفية حساسة". وختم مشاط تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية بالتأكيد على أن "تسارع الأحداث وتواليها دفع بنكيران إلى إصدار هذا البلاغ، خوفا من أن تؤدي تصريحات أعضاء حزبه إلى تعقيد أكثر للمشاورات الحكومية، التي وصلت إلى الباب المسدود، وأيضا تفاديا لجلب انتقادات قد تغير مجرى أحداث الساحة السياسية، يؤدي فيها الحزب ثمنا باهظا يضعف موقعه".