حل أحمد حسين بكندا قبل 23 سنة، عن سن يناهز 16 سنة، طالبا اللجوء السياسي، بعد أن غادر بلده الأصلي الصومال، الذي كان يعيش حروبا لا تنتهي، انعكست سلبا على سكان الصومال، فحلت بهم مجاعة هي واحدة من أشرس المجاعات التي حلت بسكان المعمور خلال القرن الماضي. يوم الثلاثاء الأخير، قام الوزير الأول الكندي جاستن تريدو بتعديل هام في حكومته. وبحسب محللين سياسيين، فإن التعديل الحكومي جاء استعدادا لتولي ترامب رئاسة الولاياتالأمريكيةالمتحدة، الشريك الاقتصادي الأول لكندا، والبلد الذي تجمعه مع كندا أطول حدود آمنة في العالم، تمتد على أزيد من 6000 كيلومتر. من أهم التغييرات التي حصلت في حكومة تريدو، تولي أحمد حسين مهام وزير الهجرة بكندا؛ حيث سيخلف وزير الهجرة السابق جون ماكالوم، ليكون بذلك أول مواطن كندي من أصل صومالي يتولى منصبا وزاريا بحكومة كندا. وهو ما شكل مادة لمعظم وسائل الإعلام الكندية التي تعاطت مع الموضوع بشكل مكثف، بغية تسليط الضوء على القادم الجديد على رأس قطاع كندي هام. أحمد حسين من أنشط المهاجرين الصوماليين، ترأس ما يعرف بالتجمع الصومالي الكندي، وتم انتخابه في مدينة تورونتو، عن مقاطعة يورك، خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة. بعد تحصله على شهادة جامعية في القانون، اشتغل أحمد حسين محاميا متخصصا في الهجرة. اشتغل الوزير الجديد بشكل مكثف من أجل إدماج الجالية الصومالية في الحياة الكندية الاجتماعية والسياسية، لتصبح جالية مواطنة فاعلة. كما كان له دور فعال في محاربة تطرف شباب الجالية الصومالية المقيمة بتورونتو، والتي كانت مستهدفة من طرف الجماعة المتطرفة "الشباب". أحمد حسين سيتولى مهمة استقبال 300 ألف مهاجر دائم، ينتظر أن يحلوا بكندا خلال سنة 2017، كما أن ملف اللاجئين السوريين، وملايين النازحين من بلدانهم بسبب الحروب، والآملين في العيش بكندا، كلها ملفات لن تجعل الوزير الجديد في راحة خلال مرحلة تدبيره شؤون الهجرة والجنسية بكندا، يورد بعض المهتمين على القنوات الكندية. أكبر الأسماء المغادرة لحكومة تريدو يبقى ستيفان ديون، وزير الخارجية الكندي السابق، الذي أعلن لوسائل إعلام كندية نيته مغادرة الحياة السياسية، التي قضى فيها 21 سنة، وكان فخورا بتوليه منصب وزير.