عثر في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء على جثث أربعة أشخاص ينحدرون من دولة تشاد، في شقة بالطابق الثالث بإحدى العمارات بحي السماعلة وسط مدينة سطات. وحسب معلومات حصلت عليها هسبريس من مصادر مطلعة، فإن الشبان الأربعة الذين كانوا يتابعون دراستهم الجامعية بسطات اختفوا عن الأنظار لما يفوق ثلاثة أيام، بالإضافة إلى أن هواتفهم النقالة كانت ترن دون إجابة، ما أثار شكوكا لدى أصدقائهم. وأضافت المصادر ذاتها أن عددا من أصدقاء الهالكين انتقلوا من أحياء مختلفة من مدينة سطات ومدن أخرى لتقصي الأمر، فوجدوا الباب موصدا، ليخبروا عناصر الأمن بالنازلة؛ فانتقلت إلى الشقة التي يكتريها الضحايا عناصر من الشرطة القضائية وممثل عن السلطات المحلية، ومسؤول من الشؤون العامة بعمالة سطات، ورئيس المكتب الصحي البلدي، وأفراد من الوقاية المدنية، وفرقة من الشرطة العلمية. وبعد إشعار النيابة العامة المختصة، أعطت تعليماتها باقتحام الشقة، ليتم العثور على ثلاثة شبان جثثا هامدة في الغرفة الأولى، في حين عثر على الجثة الرابعة في غرفة أخرى بالشقة نفسها؛ ورجّحت المصادر ذاتها أن يكون تسرّب لغاز البوتان السبب الرئيس في وفاة التشاديين الأربعة اختناقا. وجرى نقل جثث الهالكين إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات، من أجل التشريح الطبي، لفائدة البحث المفتوح من قبل الشرطة القضائية بمساعدة الشرطة العلمية لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، تنفيذا لتعليمات النيابة العامة بابتدائية سطات. تجدر الإشارة إلى أن فعاليات حقوقية دقّت ناقوس الخطر عبر بلاغات تضامنية مع الضحايا الأربعة، مشيرة إلى أن ضحايا غاز البوتان بمدينة سطات في ارتفاع متزايد، إذ سقط ثماني ضحايا في ظرف أسبوع، بعدما عثر على جثث أربعة شبان من بينهم قاصر يوم الأربعاء الماضي، قضوا اختناقا بالغاز عينه داخل "محلبة" وسط المدينة ذاتها.