أكد الكاتب المغربي الطاهر بن جلون أن الإصلاحات الدستورية التي أعلن عنها الملك محمد السادس أبانت مرة أخرى أن المغرب يشكل "استثناء في العالم العربي الإسلامي". وأوضح الطاهر بن جلون، في عمود تحت عنوان "الاستثناء المغربي"، نشر أمس الأحد باليومية الكاطالونية "لافانغارديا"، أن "المغرب يتقدم على طريق الديمقراطية مع إثباته أنه يشكل استثناء في العالم العربي الإسلامي". ومن خلال إبرازه للمستجدات التي حملها مشروع الدستور الجديد، أوضح الكاتب المغربي الحائز على جائزة غونكور سنة 1987 أنه "يتقاسم رأي الملاحظين الأجانب الذين وصفوا في وسائل الإعلام المقتضيات الجديدة التي جاء بها مشروع الدستور بالتاريخية". وأكد الطاهر بن جلون أن الملك محمد السادس استبق انتظارات الشباب المغربي بإعلانه إصلاحا دستوريا عميقا في خطابه لتاسع مارس الماضي، مشيرا إلى أهمية الإصلاحات الدستورية التي قدمها جلالة الملك في خطابه يوم 17 يونيو الجاري. وبعد أن ذكر بالخطوط العريضة لهذا الإصلاح الدستوري، أبرز الطاهر بن جلون عضو أكاديمية غونكور، على الخصوص، السلط الممنوحة لرئيس الحكومة الذي سيعين من الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية، بالإضافة إلى دسترة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية. كما ذكر بالصلاحيات التي أعطيت لجلالة الملك باعتباره رئيسا للدولة وأميرا للمؤمنين والقائد الأعلى للقوات المسلحة، مسجلا أن المغاربة مدعوون في استفتاء فاتح يوليوز المقبل للتصويت على مشروع الدستور الجديد الذي شكل موضوع نقاشات سياسية واسعة بالمغرب. وبعد أن لاحظ أن "الديمقراطية أولا وقبل كل شيء ثقافة تتطلب بيداغوجية وعملا يتطلب الكثير من الوقت"، اعتبر أن الأحزاب السياسية مدعوة للعب دور الفاعل المشترك من أجل نجاح هذه الإصلاحات من خلال إعادة تعريف المهام الموكولة لهم داخل المجتمع وخاصة اتجاه الشباب.