بَعد أيام من دخوله في حالة من الصمت، خرج حزب الأصالة والمعاصرة للتأكيد على أنه لا يزال غير معنيّ بالمشاورات التي يجريها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، لتشكيل الائتلاف الحكومي. وترأس إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، اجتماعا مشتركا للمكتبين السياسي والفيدرالي، أمس السبت في مدينة طنجة. وخلص الاجتماع إلى تجديد موقف الحزب المبدئي، بكونه غير معني بالمشاورات الجارية لتشكيل الحكومة وأنه لن يكون بديلا، في مقابل تعبيره عن "حرصه الشديد وحرص كل مناضلاته ومناضليه على حسن سير المؤسسات السياسية والدستورية للبلاد"، على حد تعبير بلاغ للحزب. وفي الوقت الذي خرج فيه بنكيران ليوجه مدفعيته نحو حزب الأصالة والمعاصرة خلال لقاء حزبي أمس السبت، ويؤكد أنه "انتهى وشوكته قد انكسرت"، دعا حزب "الجرار" إلى ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة، وتجاوز وضعية العطالة الدستورية للعديد من المؤسسات، مؤكدا أن لهذه العطالة كلفة كبيرة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. الأصالة والمعاصرة انتقد "البلوكاج الحكومي"، كما حذّر من خطورة ما تعرفه الحياة السياسية والحزبية الوطنية من تراشق وتخوين، وضرب الأحزاب بعضها ببعض وخلق البلبلة داخلها، محملا مسؤولية تردي مستوى النقاش والمشاورات لعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين؛ "مما يعد سابقة تاريخية لم تصل إليها بلادنا، حتى في أقصى فترات التدافع والاحتقان السياسي"، على حد تعبير الأصالة والمعاصرة. واعتبر الحزب أن هذا وضع يستهدف الإجهاز على المكتسبات التي حققتها البلاد، بالإضافة إلى "تحقير العمل الحزبي وترسيخ العزوف السياسي لتحقيق منافع يعرفها الذين يرعون هذا الوضع الذي لا يعير أي اهتمام للمصلحة العليا للوطن"، يضيف البلاغ. كما عبر الحزب، في الوثيقة ذاتها، عن إدانته الشديدة للأعمال الإرهابية والجبانة التي كانت مسرحا لها عدة بلدان، والتي تتناقض مع قيم ومبادئ الشرائع السماوية الداعية إلى الوسطية والتسامح والاعتدال، مستنكرا ما اعتبرها "إشادة ذوي فكر الحقد والكراهية بالعمليات الإرهابية، عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبمختلف الوسائل الأخرى".