في رد فعل على قرار وزارة الداخلية المغربية إغلاق جميع المؤسسات التعليمية التابعة لجماعة الخدمة التركية التي يرأسها الداعية المعارض فتح الله غولن، والمقيم بالولايات المتحدةالأمريكية؛ رحبّت أنقرة بقرار السلطات المغربية بشأن إغلاق هذه المدارس، التي تأوي زهاء 2400 تلميذ. وأورد مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، ضمن تغريدة نشرها اليوم الجمعة على موقع "تويتر"، ترحيب بلاده بقرار المملكة بشأن مصير المدارس التابعة لما تسميه أنقرة ب"الكيان الموازي الإرهابي"، مبرزا أن قرار الرباط دليل على "التعاون الوطيد بين البلدين". وكانت وزارة الداخلية قد سوّغت، ضمن بيان سابق لها، قرار إغلاق مدارس الفاتح بخمس مدن، هي طنجة وفاس وتطوان والجديدة والدار البيضاء التي تضم لوحدها 3 مدارس، بأن "هذه المؤسسات تجعل من الحقل التعليمي والتربوي مجالا خصبا للترويج لإيديولوجية الجماعة ومؤسسها، ونشر نمط من الأفكار يتنافى مع مقومات المنظومة التربوية والدينية المغربية". هيئة تدريس وإدارة مجموعة مدارس الفاتح لم تقف مكتوفة الأيدي أمام قرار الإغلاق الذي شكل "صدمة"، خصوصا بالنسبة إلى الأساتذة والتلاميذ الذين بادروا إلى الاحتجاج في كل من البيضاءوطنجة وتطوان صباح اليوم، وأصدر العاملون في هذه المؤسسات بيانا يرد على قرار الداخلية المغربية. وأفاد الأطر التربوية والإدارية في مجموعة مدارس الفاتح، في بيان توصلت به جريدة هسبريس، بأن هذه المؤسسات موجودة في المغرب منذ زهاء 23 عاما، أي منذ سنة 1994، وتضم أكثر من 500 موظف مغربي، مشددين على أنهم "لا يتبعون أية إيديولوجيات معارضة". وأكد الأطر أنهم يلتزمون بالقوانين المغربية والمناهج التعليمية المتبعة في "هذا البلد الكريم"، وأن "نظمنا ومقرراتنا مغربية مائة في المائة، وليست لدينا أية علاقة بالأشخاص الموجودين خارج المغرب"؛ وذلك في إشارة واضحة إلى غولن، الذي يقيم في أمريكا والذي تطالب تركيا بترحيله عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليوز الماضي. وتابع المصدر قائلا "شعار مدارس الفاتح هو "الله الوطن الملك"، والتلاميذ في بداية ونهاية كل أسبوع ينشدون النشيد الوطني للمملكة؛ وهو ما يدل على التزامنا باحترام واتباع القوانين والدستور بالبلاد"، قبل أن يرفض الأطر ما سموه مزايدة على الوطن، "نحن نعمل في إطار المرجعية والهوية المغربية". وجدير بالذكر أنه سبق لأدهم بركان أوز، سفير تركيا بالمغرب، أن صرح، بعد فشل المحاولة الانقلابية التي كانت تستهدف نظام طيب رجب أردوغان، بأن السفارة التركية زوّدت وزارة الخارجية المغربية بمعلومات حول مؤسسات غولن بالمغرب، مبديا أمله حينها بأن تتخذ الرباط "التدابير اللازمة" حيال هذه المدارس.