يستعد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، لإعلان نزول حزب الاستقلال من السفينة الحكومية؛ وذلك خلال الاجتماع المرتقب للأمانة العامة للحزب غدا السبت، بعد "حرب البلاغات" التي اندلعت إثر تصريح أمينه العام حميد شباط، الأسبوع الماضي، بأن "موريتانيا، تاريخيا، أرض مغربية"، ما جعل الحزب الحاكم الموريتاني يخرج ببلاغين يندد فيهما بمضمون هذا التصريح، ويدعو "الاستقلال" إلى الاعتذار، الأمر الذي استدعى تدخل المؤسسة الملكية ووزارة الخارجية. قيادي من داخل حزب العدالة والتنمية رجح، في تصريح لهسبريس، أن يكون نقاش قيادة الحزب منصبا حول المهلة التي وضعها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، أمام رئيس الحكومة للحسم في تواجد حزب الاستقلال في الحكومة، دون أن يستبعد طرح جميع الخيارات، وفي مقدمتها استبعاد حزب الاستقلال، وكذا إمكانية عودة رئيس الحكومة إلى الملك لتقديم الاستقالة أمامه، والتوجه للانتخابات مجددا. وما يزكي طرح إمكانية استبعاد حزب الاستقلال من الحكومة ما صرح به الحليف الأول لرئيس الحكومة، محمد نبيل بنعبد الله الأمين، العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي أكد أن بنكيران وجد نفسه بين تداعيات ما تم الإدلاء به في موضوع موريتانيا وتفاعلاته، وما يمكن أن يؤدي إليه من تأويل لكون الحزب سيكون مساهما في الحكومة، مبرزا أن "هذا ما يحير رئيس الحكومة الذي يوجد في مأزق حقيقي لكونه صدرت منه الكَلْمة لهذا الحزب للمشاركة معه في الحكومة". أشرف مشاط، باحث في العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، قال إن "الأزمة السياسية التي حدثت مع موريتانيا بسبب تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، سيكون لها تأثير على موافقة رئيس الحكومة المكلف من عدمها على شروط رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش"، مؤكدا أن الأمر مرتبط بشرطه "استبعاد أي مشاركة لحزب الاستقلال في التحالف الحكومي". وأضاف نائب رئيس المركز المغربي للدراسات القانونية والسياسات العمومية، في تصريح لهسبريس، إن "بنكيران مقبل مكرها على تقديم تنازلات من أجل الإسراع في تشكيل حكومة منسجمة"، مشيرا إلى أن "من بينها قبوله بشرط عزيز أخنوش باستبعاد حزب الاستقلال من أي تحالف حكومي، خصوصا بعد التصريح الأخير للأمين العام لحزب الاستقلال". وأوضح المتحدث أن "كل هذا قوَّى موقف عزيز أخنوش الذي لم يتغير منذ البداية حول ضرورة إبعاد حزب الاستقلال من الحكومة المرتقبة"، مبرزا أنه في مقابل ذلك "أضعف بشكل كبير من موقف بنكيران التفاوضي حول تشبثه الدائم بحزب الاستقلال ووضعه في موقف ضعيف لا يحسد عليه". "مسألة قبول بنكيران بشرط أخنوش بإبعاد حزب الاستقلال أصبحت الأقرب إلى الواقع بناء على المؤشرات الأخيرة رغم الاعتذار الأخير الذي قدمه الأمين العام حميد شباط"، يقول مشاط الذي سجل أن "مسألة خرجاته وتصريحاته غير المتوازنة في أكثر من مناسبة قد تكون لها تأثير على أي حكومة، مشيرا إلى أن "ما صدر عن شباط سيسبب للحكومة الحرج في حالة مشاركة حزب الاستقلال فيها، وبالتالي فمسألة استبعاد الحزب من التحالف الحكومي واردة جدا من أجل حكومة منسجمة ومتضامنة بين مكوناتها، وهذا ما نادى به الملك في خطابه الأخير من دكار".