صدر، حديثا، للباحث الأكاديمي بدر المقري كتاب باللغة الفرنسية حول الجامع المريني الكبير بمدينة وجدة. ويقدم هذا الكتاب، الموسوم ب"الجامع الكبير بوجدة"، مقاربة تاريخية مفصلة لهذا المسجد الذي بناه السلطان يوسف المريني سنة 696 هجرية – 1296 ميلادية. وأبرز المؤلف، في ثنايا الكتاب، معلمتين مرينيتين ارتبط تاريخهما بالجامع الكبير، وهما المدرسة المرينية، والحمام المريني الذي يعرف ب"الحمام البالي" والذي اتخذته بعض المصادر التاريخية الفرنسية نموذجا معماريا بارزا للقرن 13 الميلادي. وأثبت الأستاذ بدر المقري، في كتابه، بنية توثيقية من الصور تكفي، بحسب ما يرى، للقيام بحملة تحسيسية كبرى ليتم تصنيف الجامع الكبير والمدرسة المرينية والحمام البالي ضمن لائحة اليونيسكو الخاصة بالتراث المعماري العالمي. ويندرج هذا المؤلف في إطار مشروع بدأه الكاتب منذ سنوات لإعادة كتابة تاريخ وجدة في أفق إعادة قراءة هذا التاريخ، على اعتبار أن الاهتمام بالذاكرة المحلية شرط للاهتمام بالذاكرة الوطنية. وفي هذا الصدد، أصدر الباحث الأكاديمي، تزامنا مع إصدار كتابه حول الجامع الكبير بوجدة، كتابا باللغة الفرنسية حول واحة سيدي يحيى بوجدة، في مجالها الطبيعي والأسطوري. واهتم هذا الكتاب، الموسوم ب"سيدي يحيى .. الواحة والأسطورة"، بواحة سيدي يحيى باعتبارها فضاء طبيعيا ومجالا أسطوريا. كما أولى المؤلف عنايته للروايات الشفوية حول واحة سيدي يحيى، استنادا إلى فكرة أصلها الكاتب، مفادها أن "العبرة بعموم الذاكرة المشتركة".