صدر، حديثا، للباحث الأكاديمي بدر المقري كتاب باللغة الفرنسية حول واحة سيدي يحيى بوجدة، في مجالها الطبيعي والأسطوري. واهتم هذا الكتاب، الموسوم ب"سيدي يحيى .. الواحة والأسطورة"، بواحة سيدي يحيى باعتبارها فضاء طبيعيا ومجالا أسطوريا اقترن بذاكرة مدينة وجدة. ويندرج هذا المؤلف في إطار مشروع بدأه الكاتب منذ سنوات لإعادة كتابة تاريخ وجدة في أفق إعادة قراءة هذا التاريخ، على اعتبار أن الاهتمام بالذاكرة المحلية شرط للاهتمام بالذاكرة الوطنية. كما أولى المؤلف عنايته للروايات الشفوية حول واحة سيدي يحيى، استنادا إلى فكرة أصلها الكاتب، مفادها أن "العبرة بعموم الذاكرة المشتركة". كما توسع الأستاذ الباحث بجامعة محمد الأول بوجدة في تبيان التنوع النباتي للمجال الطبيعي لواحة سيدي يحيى من خلال نوعي الأجذال (البطمة) والنخيل، بالإضافة إلى الفرشات المائية الغنية التي جعلت من سيدي يحيى واحة كبرى في الماضي. واختار المؤلف من الدلالات الاجتماعية للواحة، بالإضافة إلى الاصطياف فيها، الحضور الوازن للمرأة فيها، موضحا أن من علامات ذلك أن "العرس الوجدي لا يمكن أن يتم بدون غسل الصوف في مياه واد سيدي يحيى". واختار بدر المقري من الدلالات الثقافية لواحة سيدي يحيى أن الجمعية الأندلسية الوجدية كانت تقيم حفلات موسيقية في الواحة بمناسبة حلول فصل الربيع ابتداء من سنة 1921، وهو ما كان يعرف ب"الربيعية". ويضاف إلى ذلك أن فلاحي وجدة كانوا يحتفلون موسميا ب"الوعدة" من باب إبراز قيمة روح الجماعة، بحسب ما جاء في الكتاب. الحدود / وجدة