رصدت الأقمار الاصطناعية التابعة للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، المعروفة اختصارا ب"ناسا"، مناطق صحراوية بين الحدود المغربية الجزائرية تغمرها الثلوج لأول مرة منذ ما يقارب سبعة وثلاثين سنة. وأظهرت الصور التي نشرتها ناسا خلال هذا الأسبوع كميات كبيرة من الثلوج المنتشرة في الصحراء، في مناطق تعتبر من أكثر المناطق حرارة على الحدود المغربية الجزائرية. وخصص موقع "الاندبندت" البريطاني تقريرا حول الموضوع تطرق لمشاهد غريبة في المنطقة رصدها القمر الاصطناعي "لاند سات 7"، بعدما كانت المنطقة قد عرفت الحالة الجوية نفسها في فبراير من سنة 1979، حينما شهدت مدن مغربية عاصفة من الثلوج وموجهة صقيع كبيرة. وبلغ معدل درجة الحرارة في الحدود المغربية الجزائرية خلال فصل الصيف حوالي 37 درجة مئوية، وخلال فصل الشتاء في السنوات القليلة الماضية كانت تنخفض درجات الحرارة، لكن دون أن تتشكل الثلوج أو حتى تهطل الأمطار بشكل كبير، ما يعني أن المنطقة تشهد هذه السنة حالة فريدة من نوعها لم تعرفها منذ ما يقارب الأربعة عقود. وبتحليل المعطيات التي تتوفر عليها الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، فإن هذه الوضعية غير الاعتيادية التي تعرفها المنطقة تأثرت أيضا بحالة الطقس التي تعرفها جبال الأطلس، من حيث انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير خلال هذه السنة، وموجة الصقيع. الصور التي نشرتها "ناسا" ليست الوحيدة التي توضح التغيرات المناخية التي عرفتها المنطقة، بل إن صورا أخرى التقطها أحد المصورين الهواة تبرز إحدى القرى الجزائرية على الحدود وقد كستها الثلوج يوم التاسع عشر من الشهر الجاري. ويتعلق الأمر بالمصور كريم بوشطاطة، الذي التقط صورا لقرية عين الصفراء على الحدود المغربية الجزائرية، التي تعتبر من المناطق الصحراوية القاحلة، لكن خلال هذا الأسبوع كستها الثلوج. وقد أكد بوشطاطة أن سكان المنطقة تفاجؤوا بتساقط الثلوج، خاصة وأن آخر مرة عرفت فيها المنطقة طقسا مماثلا كانت في أواخر سبعينيات القرن الماضي. كما كشف المصور الجزائري أن الثلوج استمرت لمدة يوم واحد فقط في المنطقة، قبل أن تذوب.