أدى تساقط الثلوج بكثافة في أقطار المغرب العربي الى توقف حركة السير في المغرب والجزائر وتونس، وارتفعت حصيلة موجة الصقيع التي تجتاح اوروبا منذ اسبوع لتصل امس السبت الى 260 قتيلاً على الاقل وخصوصاً في شرق أوروبا حيث توفي 176 شخصاً في اوكرانيا وبولندا وحدهما . وبادرت وكالات الاغاثة المحلية في المغرب الى تقديم المساعدات الغذائية والاغطية الى المتضررين من البرد في المناطق المرتفعة حيث انخفضت درجات الحرارة الى سالب 8 درجات مئوية . وتعهدت الحكومة التونسية بتوفير المحروقات بكميات كافية للتدفئة . وأعلنت السلطات الجزائرية ان حركة السير توقفت في أغلب مناطق البلاد بسبب قطع الثلوج للطرقات وتضررت 9 محافظات من 48 محافظة بشدة، وألغيت رحلات السكك الحديدية والخطوط الجوية . وفي اوكرانيا وصل عدد القتلى الى 122 قتيلاً وتوافد 56 الف شخص الى مراكز الاغاثة الطارئة، حيث يمكن للأكثر فقرًا الاحتماء من البرد وتناول وجبة طعام، بينهم 21 ألفاً لجأوا الى هذه المراكز منذ 42 ساعة وهبطت درجة الحرارة إلى 21 درجة تحت الصفر، وفي بولندا حيث وصل البرد الى 27 درجة مئوية تحت الصفر ليلا في شمال شرق البلاد، أوقع الصقيع ثمانية قتلى اضافيين ما يرفع الحصيلة الاجمالية إلى 54 قتيلاً . كما شل الثلج البوسنة حيث وصلت طبقة الثلج الى ارتفاع متر في العاصمة سراييفو . وحاصرت الثلوج رئيسي كرواتيا ايفو يوسيبوفيتش وصربيا بوريس تاديتش في فندق في منتجع للتزلج في ياهورينا قرب ساراييفو حيث شاركا الجمعة في قمة . وفي مونتينيغرو أوقع الصقيع قتيلاً وعزلت المنطقة الجبلية شمال البلاد . وبث التلفزيون مشاهد يظهر فيها مسعفون يكافحون الثلوج والرياح للوصول الى نفق حيث علقت حافلتان على متنهما 100راكب . وفي رومانيا وصلت حصيلة الصقيع حتى السبت الى 28 قتيلاً واغلقت مئات المدارس . وفي بلغاريا افقر دول الاتحاد الأوروبي، توفي 16 شخصاً معظمهم قرويون عثر عليهم متجمدين على حافة طرقات أو في منازلهم غير المجهزة بوسائل تدفئة . وازداد الجليد على نهر الدانوب ليصل إلى 60% من سطح النهر قرب مرفأ روس ما أعاق حركة الملاحة . وبلغت حصيلة موجة الصقيع في دول اخرى من اوروبا الشرقية الجمعة 63 قتيلا، عشرة في لاتفيا وتسعة في ليتوانيا وسبعة في صربيا وستة في الجمهورية التشيكية واثنان في اليونان وواحد في سلوفاكيا وواحد في مقدونيا . وفي روسيا حيث وصلت درجات الحرارة الى 25 درجة تحت الصفر في موسكو وحوالي 50 درجة تحت الصفر في ياكوتيا بشرق سيبيريا، قضى 64 شخصاً على الاقل جراء البرد منذ الاول من يناير/كانون الثاني . ولم يوفر الصقيع غرب أوروبا ولو ان الحصيلة كانت أقل ارتفاعا . وفي فرنسا قضى شخصان من البرد وكلاهما مصاب بمرض الزهايمر وقد خرجا من منزليهما ولم يتمكنا من العودة . وأدى اشتداد البرد في شرق فرنسا والثلوج والجليد في شمالها وغربها الى إعلان حال الطوارئ في القسم الأكبر من البلاد مع هبوط درجات الحرارة الى 20 درجة تحت الصفر في ران ومولوز ووصول سرعة الرياح الى 30 ودعت شبكة توزيع الكهرباء المستهلكين الى الاعتدال في استخدام التيار . وفي ايطاليا كانت روما لا تزال مشلولة صباح أمس السبت إثر سقوط الثلوج التي كست قسما كبيرا من البلاد بما فيها سردينيا وجنوب نابولي واوقعت الأحوال الجوية قتيلاً خامساً . وكان الصقيع لا يزال يخيم على المانيا أمس السبت، حيث تراجعت درجات الحرارة الى ما دون 10 تحت الصفر في جميع مدن البلاد وقد وصلت الى 16 تحت الصفر في برلين . وطالبت إحدى النقابات بمنح مكافأة استثنائية لعمال الطرقات . وفي النمسا انخفضت الحرارة الى 28 درجة تحت الصفر في جبال وسط البلاد وجبال تيرول (غرب) وقضى رجل من شدة البرد بعد حادث سير في الجنوب، ما يرفع الى أربعة عدد القتلى منذ بدء موجة الصقيع . وفي بريطانيا كان القسم الاكبر من المناطق في حال الانذار في وسط انجلترا وشرقها وتم إلغاء نحو ثلث الرحلات المقررة اليوم الأحد، في مطار هيثرو بسبب توقع هبوط الثلوج اعتبارا من مساء أمس السبت . وفي اسبانيا وصلت درجات الحرارة الى 13 تحت الصفر مع تخطي سرعة الرياح 100 كلم في الساعة أحياناً وغطى الثلج منطقة كاتالونيا كما غطى جزر الباليار وهو أمر نادر حدوثه .