لجأت الدول الاوروبية الى استخدام المتفجرات وكاسحات الجليد والجرافات الثلاثاء للتغلب على موجة الجليد التي تعم اوروبا وادت الى تجمد نهر الدانوب على امتداد اكثر من 170 كلم، فيما قضى العشرات بسبب انخفاض درجات الحرارة وعزل الالاف بسبب الثلوج. وقضى نحو 450 شخصا بسبب البرد في اوروبا منذ اجتاحتها موجة الصقيع قبل 11 يوما, وتتوقع الارصاد الجوية ان لا يتحسن الطقس قريبا بعدما ادى الى تدني درجات الحرارة في شكل غير مسبوق منذ عقود. وفي صربيا، تم استقدام كاسحات الجليد من المجر لازالة الثلوج من مجرى نهر الدانوب, في حين عمل خبراء الجيش على تفجير الحواجز الجليدية التي تهدد بفيضان روافد النهر، بما فيها نهر ايبار. والدانوب هو احد اهم انهار اوروبا ووسيلة رئيسية للنقل في اوروبا الشرقية. وكانت الملاحة متعذرة في النهر حول بلغراد، كما قالت السلطات على الحدود الرومانية البلغارية ان الملاحة على النهر كانت متوقفة على امداد 170 كيلومترا من كوستولاك الى محطة ديرداب الكهربائية. وقال مسؤول "هناك 30 سفينة محتجزة في ميناء فيليكو غراديستي". وفي النمسا وبلغاريا ورومانيا التي تقع على ضفاف الدانوب, تم استدعاء الجيش في مواجهة درجات الحرارة التي لا تزال تحت الصفر. وقالت هيئة استغلال الدانوب في بلغاريا ان الجليد كان يغطي 20% من مجرى النهر قرب صربيا و80% على امتداد 220 كلم بين مرفأ نيكوبول وسيليسترا. واضافت ان الملاحة مستحيلة، وان دلتا الدانوب التي تصل الى البحر الاسود في رومانيا كانت متجمدة تماما. وفي المجر، تم استعمال 13 كاسحة جليد لازالة الثلج, من دون تحقيق اي فارق كبير. وكانت بعض السفن تتحرك في المنطقة, لكن الجليد يعيق حركتها بصورة كبيرة جدا. وقال اسطفان لاند, مدير هيئة المياه والبيئة المجرية "اذا استمرت درجات الحرارة متدنية قد يتجمد الثلج في الدانوب خلال الاسبوع المقبل, كما حصل في الانهر الصغيرة". وفي النمسا، اغلق العديد من الانهار التي ترفد الدانوب واوقفت الملاحة النهرية بين جنوبالمانيا واجزاء من النمسا العليا. في هذه الاثناء, غطت الثلوج معظم منطقة البلقان, وعزلت نحو 70 الف شخص في قرى في جنوب صربيا حيث اعلنت حالة الطوارىء. وشهدت مناطق اخرى من البلقان فوضى مماثلة حيث خرج قطار عن سكته بينما كان في طريقه بين مدينة سبليت الساحلية وسط كرواتيا والعاصمة زغرب بسبب الثلوج. ولم ترد اي تقارير عن وقوع اصابات. ويحاول الجيش ورجال الاطفاء واجهزة الانقاذ ايصال الطعام والادوية الى السكان في مئات القرى في جنوب كرواتيا حيث وصل ارتفاع الثلوج المتراكمة الى 4,1 متر. وقال احد السكان ويدعى ماركو انجيك لصحيفة "سلوبودنا داماشيا" اليومية بعد ان سار مسافة 17 كلم من قريته للوصول الى اقرب بلدة "هذه كارثة, لقد انقطعنا عن باقي العالم .. عربات ازالة الثلوج لا تستطيع الوصول الينا, ولذلك علينا ان نسير للحصول على الخبز والحاجات الاساسية". كما عزلت اجزاء كبيرة من شرق وجنوب البوسنة بسبب الثلوج والانهيارات الثلجية. وانقطعت الاتصالات منذ الجمعة بقرية زيملي التي تبعد نحو 30 كلم عن بلدة موستار. وقال رادوفان بالافيسترا رئيس بلدية موستار لوكالة فرانس برس "لا نعلم ما الذي يجري هناك. انقطعت عنهم الكهرباء منذ الجمعة كما انقطعت خطوط الهاتف ولا مياه جارية". واضاف "هناك كبار في السن واطفال" في موستار. ولم تتمكن مروحية كان من المقرر ان تتوجه الى قرية زيملي، من الاقلاع الثلاثاء بسبب تساقط الثلوج الكثيفة. وفي رومانيا تم نقل امرأتين حاملين بواسطة مروحية من منطقة اياسي الشرقية بعد ان عزلت قريتهما تماما. كما تم نقل حامل اخرى الى المستشفى بواسطة جرار في منطقة بالتينيس الشرقية بعد ان علقت عربة الاسعاف في الثلج. واغلقت المدارس في انحاء واسعة من البلاد بما فيها العاصمة بوخارست فيما الغيت العديد من رحلات القطارات. واغلقت نحو 40 بالمئة من الطرق, الا انه تم استئناف الرحلات الجوية من مطار بوخارست. واجتاحت عواصف ثلجية بلغاريا بعد يوم من غرق ثمانية اشخاص في الانهر الهادرة وفي المياه المثلجة بعد سقوطهم من احد السدود المنهارة التي اغرقت قرية كاملة في المنطقة الجنوبية الشرقية. ولا تزال اوكرانيا الاكثر تضررا بسبب موجة الصقيع حيث قتل فيها اكثر من 136 شخصا, كما عثر على مزيد من الجثث في الشوارع وفي السيارات وفي المنازل في المانيا واليونان وايطاليا وبولندا والمجر وفي دول البلقان. واكثر المناطق برودة هي منطقة كفيلد في تشكييا حيث انخفضت الحرارة الى 4,39 درجات تحت الصفر. وفي بولندا, ارتفع عدد من قضوا بسبب انخفاض درجة حرارة اجسامهم الى 68 بعد ان سجلت السلطات هناك ست حالات وفاة خلال الساعات ال24 الماضية. وكانت غالبية من قضوا من المشردين وبعضهم شربوا الكثير من الكحول لكي يدفئوا اجسامهم. وتسببت موجة البرد كذلك بارتفاع كبير في اعداد المتوفين بسبب غاز احادي اكسيد الكربون المنبعث من المدافىء المعطلة، او الحرائق. وسجلت 50 وفيات لهذه الاسباب في بولندا وحدها. وذكرت وكالة الطقس التابعة للامم المتحدة ان درجات الحرارة ستبقى منخفضة حتى مارس. وصرح عمر بدور العالم في المنظمة العالمية للارصاد الجوية "يمكن ان نتوقع ان تبدأ حدة موجة البرد الحالية في الانخفاض ابتداء من الاسبوع المقبل حتى نهاية الشهر". كما قالت الارصاد الجوية في بريطانيا ان موجة البرد يمكن ان تستمر اسبوعين اخرين كما يستمر تساقط الثلوج الكثيف في عطلة نهاية الاسبوع. وفي فرنسا ناشدت السلطات السكان الاقتصاد في الطاقة قدر الامكان مع توقعها وصول استخدام الكهرباء الى معدل قياسي. وتباطأت حركة القطارات في هولندا حيث قضى رجل غرقا في غرب البلاد. وفي الجزائر اعلن وفاة 28 شخصا بسبب سوء الاحوال الجوية التي شهدتها مناطق شمال شرق ووسط البلاد منذ الجمعة. وسجلت معظم الوفيات نتيجة الاختناق بغاز اكسيد الكربون، في حين قضى عشرة في حوادث سير متفرقة. وتعصف موجة من الصقيع كذلك بتونس المجاورة التي شهدت تساقط الثلوج خلال الايام الثلاثة الماضية في شمال غرب البلاد وفي الداخل, ما ادى الى قطع الطرق, من دون الابلاغ عن سقوط ضحايا بسبب البرد.