أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه أمر وزارة خارجية تل أبيب بمراجعة العلاقات مع منظمة الأممالمتحدة، والقطع الفوري للتمويلات المالية عن خمس هيئات تابعة لها، باعتبارها "معادية لإسرائيل على وجه الخصوص". نتنياهو، خلال حضوره إحدى الفعاليات العامة بمناسبة الاحتفال ب"عيد النور"، أو ما يعرف ب"حانوكا" لدى اليهود، قال: "أصدرت أوامر لوزارة الخارجية بإعداد دراسة، في غضون 30 يوما من الآن، حول علاقاتنا مع منظمة الأممالمتحدة، سواء فيما يتعلق بتمويلنا المالي لخمس من منظماتها، أو تواجد ممثليها داخل إسرائيل". ويأتي هذا القرار ردا على تبني مجلس الأمن الدولي، يوم أمس الجمعة، لقرار يدين سياسة الاستيطان الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية والقدس الشرقية، بموافقة 14 دولة وامتناع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن التصويت. وبنبرة تحدٍّ، عدد رئيس الوزراء الإسرائيلي الإجراءات التي اتخذها خلال ال12 ساعة الأخيرة ضد نيوزيلندا والسنغال، لتضامنهما مع ماليزيا وفنزويلا بالموافقة على القرار. وحول السنغال قال نتنياهو إنه "استدعى السفير الإسرائيلي للتشاور وإيقاف التعاون"، واعتبر أن ذلك "لن يكون الإجراء الوحيد". ووفقا لوزارة الخارجية العبرية فإن الأمر يتعلق بمشروع الابتكار التكنولوجي لمحاربة الفقر، والذي تساهم فيه إسرائيل بالجانب التكنولوجي، وتمويل جزء منه إلى جانب الدولة الإيطاليّة. وفيما يتعلق بالعقوبات ضد الأممالمتحدة أوضحت الدبلوماسية العبرية أن أربع منظمات تابعة للمنظمة، وليست خمسا كما قال نتنياهو، هي التي لن تمولها إسرائيل مجددا، و"جميعها أمانات متخصصة ومتعلقة بالمشكلة الفلسطينية"، وفق تعبيرها. وأعلن نتنياهو، على الفور، قطع تمويل قدره 30 مليون شيكل إسرائيلي (نحو 7.5 مليون يورو) عن هذه المنظمات. وخلال خطابه المنقول مباشرة عبر التليفزيون المحلي، أعلن نتنياهو أن "قرار الأمس، الذي أقر بعدم شرعية جميع المستوطنات التي بنيت داخل الأراضي المحتلة منذ 1967 ، كان بمثابة القطرة التي فاض بها الكوب من منظور إسرائيل". وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن ما جرى يعبر عن "المرارة التي تولد الحلاوة"، وأضاف: "سيفوز من سيقف إلى جوار إسرائيل، وسيخسر من لن يفعل ذلك". كما اعتبر على أن القرار الذي بررته الولاياتالمتحدة الأمريكيّة "لن يقرب عملية السلام فحسب، بل سيبعدها أكثر"، وزاد: "أصدقاؤنا في الحكومة الجديدة بواشنطن سيحاربون هذا القرار، سيحاربونه بمنتهى القوة؛ سواء كانوا ديمقراطيين أم جمهوريين".