نجح جامع التحف التاريخية خالد غريب في سبر أغوار الماضي من خلال التحف النادرة التي تحكي تراث مختلف مناطق المملكة، من الشمال إلى الجنوب، وعرضها في "معرض التراث التقليدي القروي المغربي"، الذي يحتضنه "رواق بريستيجيا" في مدينة مراكش. غريب، الذي يعرض عصارة 20 سنة من البحث الدؤوب عن هذه التحف، قال إن كل واحدة من معروضاته الفنية النادرة تحكي التنوع التراثي المغربي الغني بكل مكوناته، الأمازيغية والعبرية والعربية، منذ القرن السادس عشر. ويضيف خالد غريب، الذي فتحت له "بريستيجيا" أبواب رواقها الفني في "المدينة الحمراء"، إن المعرض يضم العديد من التحف التي تهم الحياة اليومية لقبائل سكان القرى المغربية لأربعة قرون، ونمط العيش الذي اتبعته كل منطقة؛ والذي يختلف تماما عن باقي المناطق الأخرى. ويزيد جامع التحف المغربي في تصريحه لهسبريس: "المعروضات عبارة عن حلي وجواهر استعملتها النساء المغربيات في الماضي، إلى جانب اللباس الأمازيغي والعربي والعبري، والذي يؤكد التميز الذي صاحب تطور المجتمع المغربي بكافة مكوناته". غريب يقف كثيرا أمام الجناح المخصص للزرابي والأغطية التقليدية التي تحمل عبق التاريخ ومهارة المغربيات في صناعة هذا النوع من التحف، ويقول: "هذه الزرابي تعكس المهارة التي كانت تتمتع بها النساء المغربيات اللواتي أبدعن كثيرا في هذا المجال". المتحف المحتضن من لدن "بريستيجيا" يضم 440 قطعة، وعنها يردف غريب: "كل هذه التحف تهم العالم القروي، بدءً من قطع الفخار التي تستعمل في الحياة اليومية، ومنتجات السِّيرَامِيك التقليدي، والخناجر التي كانت تستخدم في الزينة بالنسبة للرجال". عبد الرحمن بدري، بصفته مهتما بالتراث المغربي، يقول لهسبريس إن التحف ذاتها تحكي تاريخ مناطق الريف والأطلس وسوس والصحراء، إلى جانب العديد من المناطق الأخرى التي كانت تحتضن صناعات تقليدية متميزة على مرّ الزمن. ويعتبر هذا المعرض، الذي يحتضنه "رواق بريستيجيا" في مراكش، الرابع من نوعه الذي تنظمه المجموعة، بعد معرض "الفن التقليدي في المغرب من طنجة إلى الكويرة" الذي نظم ب"رواق بريستيجيا الدارالبيضاء"، ومعرض "حسن الكلاوي" و"ألف طرز وطرز بالمغرب".