تصريحات مثيرة تلك التي أدلى بها الناشط الحقوقي المعطي منجيب خلال ندوة "الحوار وضرورة البناء المشترك"، التي نظمتها جماعة العدل والإحسان اليوم السبت؛ حيث قال إن "النظام يتخوف من المد الاسلامي، ويهاجمه مثل ما هاجم اليسارين في الستينيات"، ساردا بعض الأمور التي قال إن الملك الراحل الحسن الثاني قام بها من أجل تحقيق ذلك. وأضاف منجيب: "الحسن الثاني هاجم المرأة العصرية في وسائل الإعلام الرسمية، وعمل على تعميم المسيد لأنه يربي الشخصية الخنوعة، بينما وليّ العهد آنذاك كان يوفر له أحدث وسائل التربية وكانت تأتيه الكتب من فرنسا (...) كما أُضعفت الفلسفة في الثانويات، وأزيلت العلوم الاجتماعية وعوضت بالعلوم الإسلامية التي تمجد إمارة المؤمنين"، موردا أن "الحسن الثاني كان يقول إن الشعب الأمّي هو أسلس من الشعب المتعلم". وفي الإطار نفسه، نادى منجيب بضرورة خلق ائتلاف يضم مختلف القوى، ودستور يجعل من الشعب المغربي صاحب السيادة الوحيد ويحترم الكل. وخلال الندوة التي نظمت إحياء للذكرى الرابعة لوفاة عبد السلام ياسين، تحدث منجب عن مطالب اليسار المغربي تجاه "الجماعة" قائلا إن عليها "توضيح استراتيجيتها"، وتساءل: "هل أنتم ثوريون أم إصلاحيون؟ وما هي منهجيتكم في التغيير؟ هل هي الشارع أم الفعل النقابي؟ هل تهمكم الأداة الانتخابية أم يجب الانتظار حتى يتغير النظام وانتظار المساء الكبير؟". ومن بين أسئلة اليسار كذلك التي حملها منجيب للعدل والاحسان قوله: "هل أنتم مع التغيير التوافقي التدريجي؟ وما هو الهدف السياسي الأسمى للجماعة؟ هل يمكن تحقيقه في ظل النظام الملكي أم تجب الإطاحة به؟ وفي ما يتعلق بموضوع الخلافة، أليست هي الموجودة في ظل إمارة المؤمنين؟ هل تريدون تغيير أمير بأمير ومن يضمن أن لا يكون أسوأ؟ وما طبيعة الدولة التي تريدون بناءها؟ وما هو موقفكم من الحريات الشخصية؟ وهل تعترفون بالمساواة الكاملة؟". وتحدث الناشط الحقوقي عن إشكاليات الحوار ما بين اليسار والاتجاه الإسلامي المستقل عن السلطة، وأضاف: "ليس هناك اجماع حول بعض المفاهيم، مثل المقدس والحرية وغيرها، ناهيك عن كون الكل سلطويا، أو يكاد، سواء الأحزاب او الجمعيات وغيرها، إضافة إلى التعقيدات والمشاكل التي تظهر في ما يتعلق بالحريات الفردية والعامة ما بين الاتجاهين العلماني والإسلامي، بالإضافة إلى الانقسام القيمي والتلاعب به ما بين السلطة". وزاد: "بعض الأنظمة السلطوية لم تسع على التحديث، وظلت تتحكم في الايديولوجيات وإذكاء التقاتل بين مختلف الجهات والاتجاهين الأساسيين للحفاظ على السلطة". منجيب أوضح أنه بالمغرب، لحسن الحظ، ليس هناك ما أسماه "انقسام مصطف؛ أي لا وجود لجماعة وضدها جماعة أخرى، كما هو قائم في سوريا ولبنان"، ليخلص إلى أنه "صعب على النظام الاعتماد على هذا الجانب، ويراهن على الاختلافات ما بين العلمانيين والمسيحيين".