كلما حققت قوات التحالف الدولي ضد "داعش" تقدما في العراق وسوريا، ازدادت مخاوف الدول التي ينتمي إليها مقاتلو التنظيم من إمكانية عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، وهي مخاوف عضدها تقرير للمركز الأوروبي لمحاربة الإرهاب بكشفه عن إمكانية عودة ثلث المقاتلين من تنظيم "داعش" إلى بلدانهم، ومن بينهم من سيرجع وفي نيته القيام بعمليات إرهابية. وإلى أوروبا لوحدها من المرجح أن يعود أزيد من 1500 مقاتل، قسّمهم المركز إلى صنفين؛ الأول سيعود دون خلفية القيام بعمليات إرهابية، والثاني سيرسله التنظيم ومعه مخطط للقيام بأعمال إرهابية. وهو ما دفع المركز إلى دعوة الأجهزة الأمنية الأوروبية إلى التعبئة والحذر لمواجهة موجة "الدواعش" العائدين. التقرير لم يقتصر على مقاتلي "داعش" في العراق وسوريا، وإنما تحدث عن احتمال عودة عناصر "داعش" في ليبيا؛ فهناك أيضا منيَّ التنظيم بخسائر كبيرة، ما دفع المؤسسة الأوروبية إلى التنبيه إلى كون أفراد "داعش" في ليبيا سيلجؤون إما إلى دولهم الأصلية، وهذا يعني المغرب بشكل كبير، أو يستغلون موجة الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية إلى أوروبا من أجل الوصول إلى أقارب لهم في القارة العجوز. ولم يتوقف التقرير عند هذا الحد، بل نبّه إلى نساء المقاتلين المتواجدات حاليا في العراق وسوريا، وأبنائهم الذين يعتبرون أيضا "خطرا"، بتوصيف الوثيقة؛ لأنهم تربوا وسط بيئة متطرفة، وبالتالي سيكون اندماجهم صعبا في حال عودتهم إلى الدول الأوروبية. وأفادت المؤسسة الأوروبية بأنه حتى من عاد إلى أوروبا سيسعى إلى البقاء على اتصال مع التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكانت فرنسا وبلجيكا من أوائل الدول الأوروبية التي عبرت عن قلقها من عودة المقاتلين من العراق وسوريا، قبل أن تنضم إليهما بريطانيا التي أكد قائد سلاح الجو في جيشها أن هناك خطرا حقيقيا لعودة المقاتلين إلى أوروبا. وتحدثت المؤسسة الأوروبية عن أن 50 في المائة من المقاتلين الأوروبيين في "داعش" مازالوا حاليا في ساحات القتال، بينما عاد 30 في المائة منهم إلى أوروبا. وتأتي التحذيرات الأوروبية لتنضاف إلى التحذير الذي أطلقه مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق الخيام، من أن مقاتلي تنظيم "داعش" المغاربة المتواجدين في ليبيا على الخصوص كانوا يخططون للعودة إلى المغرب للقيام بأعمال إرهابية.