تحولت مهاجرة مغربية، كانت تقيم في إسبانيا، إلى واحدة من أكثر الجهاديات الداعشيات الخطيرات القليلات المبحوث عنهن من قبل المخابرات الدولية بعد سقوط التنظيم الإرهابي "داعش" في سوريا والعراق، خاصة مع محاولة من بقي من الجهاديين على قيد الحياة العودة إلى بلدانهم الأصلية، مثل المغرب، أو السفر إلى بؤر توتر أخرى تنشط فيها "داعش" كالفلبين وليبيا ومنطقة الساحل، حسب تقارير إسبانية ومصادر مغربية. المصادر الإسبانية قدمت، كذلك، معطيات مثيرة عن كيف كانت حصاد تُمول من قبل زوجها الذي يشتغل في إسبانيا. هذا، ولازالت الأجهزة الاستخباراتية والأمنية المغربية والإسبانية، في إطار التعاون والتنسيق الأمني بينها، تبحث عن الجهادية المسماة فدوى حصاد المزداد بالمغرب يوم 15 غشت 1982، والتي توجد في مخبأ مجهول. مطاردة الأجهزة الاستخبارتية للمغربية حصاد خرجت إلى العلن، بعد اعتقال زوجها يوم الاثنين الماضي بتهمة تمويل أسفار زوجته رفقة مقاتل "داعشي" فلسطيني إلى سوريا. كما أن البحث عن المغربية حصاد يأتي بعد اعتقال، في أوائل هذا الشهر، جهادي مغربي خطير في تركيا كان يعتبر "مجندا رئيسيا" للمغربيات والمغاربة، علاوة على أنه كان "زطاط داعش"، بحيث كان يؤمن تنقل المقاتلين بين تركياوسوريا. علاوة على ذلك تكشف التقارير الأمنية الإسبانية أن المقاتلة المغربية فدوى حصاد سافرت في رحلة جوية شهر فبراير 2016 إلى تركيا، غير أنها نزلت من الطائرة في تركيا ولم تكمل رحلتها إلى اليونان. منذ ذلك الوقت، كان زوجها، الموقوف يوم الاثنين الماضي، يرسل لها تحويلات تفوق 60 ألف درهم. وتشير التحقيقات إلى أن المبلغ المالي كان هدفه تغطية حاجياتها أثناء الإقامة في تركيا رفقة رفيقها الفلسطيني (25 ربيعا)، والذي كان يعتبر قياديا في الجهاز اللوجستي للتنظيم الإرهابي "داعش". وأشارت التحقيقات إلى أن الزوج الموقوف كان على علم بالعلاقة التي كانت تجمع فدوى حصاد بالقيادي الداعشي الفلسطيني، إذ كانت الأخيرة ترسل ما بين 2015 و2016 مبالغ مالية مهمة إلى عائلته، كما كانت تمول تحركاته في أوروبا من أموال زوجها، لأنها لم تكن لديها مصادر دخل لتمويل النشاطات الإرهابية. وبعد سنة من خروجها من إسبانيا عادت إليها سنة 2017، قبل أن تقرر مغادرتها في نونبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، لا يُعرف مصيرها ولا مكان اختبائها. خلال السفر الأخير، اتخذت فدوى حصاد تدابير احترازية لكي لا تترك أي أثر قد يقود المحققين إليها، إذ عمدت إلى السفر برا إلى فرنسا، ومنها إلى إيطاليا، حيث كان ينتظرها رفيقها الفلسطيني. ورصد المحققون أن زوجها حوّل لها مبلغا ماليا عندما وصلت إلى إيطاليا لكي تتمكن من استكمال رحلتها صوب اليونان، ومن ثم إلى منطقة هاتاي التركية بالقرب من الحدود السورية التي كانت تسيطر عليها "داعش". وتضيف التحقيقات أن المغربية فدوى حصاد لم تسافر إلى سوريا من أجل الزواج بالمقاتلين "الدواعش"، بل شاركت في المعارك القتالية، ما جعلها في مصاف "الداعشيات الخطيرات والنشيطات"، كما استمرت في دورها كمستقطبة ومجندة للتنظيم الإرهابي "داعش". لهذا، فالتطرف الأقصى للجهادية فدوى حصاد جعل المخابرات المغربية والإسبانية والأوروبية تتوجس خيفة من إمكانية عودتها أو خروجها من مخبئها وتنفيذ اعتداءات إرهابية في هذه الدول.