يواصل قطاع التأمين بالمغرب حصد الأرباح والرفع من حجمه، ما أهله ليصبح ثاني أكبر سوق للتأمينات في القارة الإفريقية، خلف جنوب إفريقيا. وحسب تقرير المؤسسة السويسرية "Schanz Alms and Company"، فإن نشاط التأمين بالمملكة يعتبر من بين الثلاثة الكبار في القارة السمراء. ويظهر التقرير الذي شاركت في الإشراف عليه العديد من المؤسسات المالية الإفريقية، ومن بينها القطب المالي للدار البيضاء "كازا فاينس سيتي"، أن قيمة المعاملات لسوق التأمينات في المغرب بلغت خلال العام الماضي 30 مليار درهم، وهي ثاني أعلى قيمة يحققها سوق للتأمينات في إفريقيا، خلف جنوب إفريقيا، في حين احتلت كينيا المركز الثالث. وجاء قطاع التأمين المغربي أيضا ضمن الدول الثلاثة الأولى الأكثر تحقيقا للنمو مقارنة ببقية الأسواق؛ وذلك إلى جانب كل من كينيا ونيجريا. وبرر التقرير تحقيق القطاع المغربي لمعدلات نمو مرتفعة ب "التنوع الذي يعرفه الاقتصاد المغربي، والتشريعات المالية القوية المنظمة لاشتغال مؤسسات التأمين". وعلى الرغم من أن المغرب لم يحقق نسبة نمو جيدة خلال العام الحالي، إلا أن ذلك لم يؤثر على نشاط هذا القطاع الذي بدأ يوسع معاملاته في القارة الإفريقية. ويمثل التأمين على الحياة ثلث قطاع التأمينات في المغرب، وهي النسبة نفسها التي يمثلها التأمين على السيارات، بينما يبقى الثلث الأخير موزعا على باقي الفروع. كما أن التأمين في حالة الوفاة أصبح يغري المغاربة الذين كانوا يتعاملون بنوع من التحفظ مع هذا النوع من التأمينات، والذي سجل ارتفاعا نسبة 5,1 في المائة خلال السنة الماضية مقارنة مع سنة 2014. وعلى الرغم من أن تأمين السيارات في المغرب أصبح يمثل ثلث رقم معاملات سوق التأمينات بالمغرب ويحقق نسبة نمو مهمة، فهذا النمو مرشح للارتفاع خلال السنوات القادمة، خصوصا وأن نسبة امتلاك المغاربة للسيارات وصلت إلى أرقام قياسية خلال العام الحالي، ومع ذلك فإن الشركات العاملة في القطاع تسعى إلى البحث عن منتوجات جديدة، استعدادا لحالة الركوض التي سيصل إليها قطاع التأمين عن السيارات. وتبقى هيمنة جنوب إفريقيا واضحة على سوق التأمين في إفريقيا، ويظهر ذلك من حجم المعاملات المحققة البالغ أضعاف ما يحققه المغرب الذي تمكن من تجاوز مصر في هذا السياق.