"القائد الآخر للتميز" مؤسسة جمعوية مستقلة ذات أهداف تربوية تُعنى بتقديم الدعم والمساعدة والتوجيه لفائدة التلاميذ الفقراء المتميزين بجهة درعة تافيلالت، والأخذ بأيديهم لولوج المعاهد العليا ومؤسسات التعليم العالي داخل المغرب وخارجه ومواكبتهم. وقد انطلقت النواة الأولى لهذه المؤسسة من بومالن دادس منذ أزيد من ست سنوات، واشتغلت محليا ثم على صعيد جهة درعة تافيلالت، ثم طوّرت أداءها ليشمل كافة ربوع الوطن. مؤسسة "القائد الآخر للتميز" نظمت بقصر المؤتمرات بمدينة ورزازات حفلا من أجل تقديم حصيلتها السنوية المتمثلة في قيادة 392 تلميذا من جهة درعة تافيلالت نحو مدارس عليا هذه السنة. وقال سعيد أمسكان، الوزير الأسبق في النقل، خلال كلمة ألقاها أمام الحاضرين في الحفل، إن "الاستثمار في التلاميذ هو أنجح الاستثمارات التي يجب أن تركز عليها جهة درعة تافيلالت والمغرب عموما". وأشاد أمسكان بعمل هذه المؤسسة التي "تركز على التلاميذ المتميزين وتأخذ بأيديهم أينما كانوا"، لافتا إلى أن "عمل القائمين عليها بعيد كل البعد عن السياسة واختلافاتها، وأنها تبحث عن التلميذ المتميز والمحتاج للدعم والمساعدة". أمسكان، الذي يُعد من أشهر المنتخبين بمنطقة ورزازات الكبرى، طالب المسؤولين الحاضرين ب"دعم الشبان المشتغلين في هذه المؤسسة لأداء واجبهم في قيادة تلاميذ الهوامش نحو المدارس العليا المهمة في هذا البلد لِما سيشكّله ذلك من ثروة حقيقية في المستقبل". كما تقدّم، خلال هذا الحفل الذي حضره كل من عامل إقليمورزازات ومنتخبي جهة درعة تافيلالت ومسؤولين على حقل التربية والتعليم بالجهة، مجموعة من التلاميذ الذين استفادوا مجانا من خدمات هذه المؤسسة بشهادات حول التجارب التي عاشوها من الاستفادة من الدعم لتحضير الامتحانات والنقل والمبيت والطعام والمرافقة لإجراء اختبارات الولوج إلى المعاهد العليا في المدن المغربية البعيدة عن مقرات إقامتهم. كما تحدّث نشطاء هذه المؤسسة عن العهد الذي قطعوه على أنفسهم بمساعدة تلاميذ الهوامش المتميزين بكل من ورزازات وزاكورة وتنغير والراشيدية وغيرها والوقوف إلى جانبهم لولوج المعاهد التي يحلمون بها. من جانبه، أكد يوسف الغازي، مؤسسة "القائد الآخر للتميز"، في كلمته أمام الحاضرين، أن "برنامج هذه المؤسسة استطاع تأطير أزيد من 700 طالب وطالبة من مختلف المدارس والمعاهد العليا، داخل المغرب وخارجه بالرغم من غياب الإمكانات". وأضاف المتحدث أن هذه المؤسسة "عازمة على تأطير 1000 طالب في النسخة المقبلة؛ لأن الهدف هو خلق قيادات شبابية ذات مستوى عال وحاملة لقيم المواطنة وللقيم الإنسانية النبيلة". وتزامنا مع تقديم حصيلتها، قامت مؤسسة "القائد الآخر للتميز" بالاحتفاء بتجارب متميزة لشخصيات أعطت في مجال تخصصها، وسطرت لها مسارا متميزا من أمثال الرائد الطيار محمد بورزين، ابن ووازيغت الذي يعدّ أول من حط بطائرته في الأراضي المغربية بعد تحريرها بُعيد المسيرة الخضراء؛ والدكتور سعيد أومعسو، الذي لم يثنيه فقده لبصره في سن الثالثة من عمره عن تحقيق النجاح العلمي والعملي؛ والفنان حسن الجندي، الذي سطع نجمه في مجال التمثيل داخل المغرب وخارجه؛ وغيرهم من الشخصيات التي جرى تكريمها أمام الحاضرين والتلاميذ المستفيدين من برامج "القائد الآخر للتميز".