لازالت مواقف محللين وسياسيين ودبلوماسيين تتوالى بشأن ما حدث في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، قبل أيام قليلة، عندما انسحبت عدة بلدان عربية تضامنا مع المغرب، الذي أعلن احتجاجه الشديد على حضور وفد جبهة البوليساريو الانفصالية، ووضع "علم" يرمز إلى ما يسمى "الجمهورية الصحراوية". وكانت ثماني دول عربية أعلنت انسحابها من القمة العربية الإفريقية الرابعة في مالابو بسبب إصرار الاتحاد الإفريقي على مشاركة وفد جبهة البوليساريو في أشغالها، وهي بالإضافة إلى المغرب، البحرين، والسعودية، والإمارات، وقطر، واليمن، وسلطنة عمان، والصومال. واعتبر مراقبون أن بلدان الخليج العربي لم تتردد قيد أنملة في أن تقف "وقفة رجل واحد" إلى جانب المملكة المغربية، وانسحبت من أشغال القمة العربية الإفريقية، ما دفع المغرب إلى شكرها وتقديرها، لكونها ثبتت في "التمسك بالضوابط الحاكمة للشراكة العربية الإفريقية". ويعلق خالد بن سلمان المسلم، سفير مملكة البحرين بالرباط، على موضوع انسحاب بلاده من قمة مالابو، قائلا إن "الموقف الذي عبر عنه معالي وزير الخارجية، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، يبرز مدى العلاقات المصيرية المشتركة التي تربط القيادتين والشعبين الشقيقين بالمغرب والبحرين". وأوضح المسلم أن موقف بلاده "يجسد وحده المصير بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي، الذي يستمد جذوره من العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة بين الجانبين، من خلال إعلان الرياض في 20 أبريل 2016، الصادر عن القمة المغربية الخليجية الأولى بالرياض". وشدد السفير البحريني المعتمد بالرباط، في تصريحات لجريدة هسبريس، على أن المنامة تؤكد دعمها لإيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء، على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما يكفل وحدة التراب المغربي ويخدم الأمن والاستقرار بالمنطقة. وتابع الدبلوماسي البحريني ذاته بأن "هذا الموقف يعبر عن تمسك مملكة البحرين بالضوابط التي تحكم الشراكة العربية الإفريقية، والمتمثلة في اقتصار التعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي على الدول الأعضاء في هيئة الأممالمتحدة، التزاما بمبدأ السيادة الترابية للدول". واعتبر سفير البحرين بالمغرب أن "عدم التقيد بهذه الضوابط بين المجموعتين بإبقاء شارات حركة انفصالية غير معترف بها، سواء من طرف هيئة الأممالمتحدة أو جامعة الدول العربية، على حساب المملكة المغربية التي تتمتع بالسيادة على كامل أراضيها، أمر يستدعي الاستنكار". وخلص المسلم إلى القول: "شتان بين المملكة المغربية التي لها تاريخ ناصع في مساندة الدول الإفريقية وقت الحاجة، وبين حركة انفصالية فاشلة لن ترقى إلى مقامها العزيز، وموقفها الشهم الكريم، كما أوضح معالي الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة، وزير خارجية مملكة البحرين".