فيما التزمت الأحزاب والهيئات المغربية ذات التوجه الإسلامي الصمت إزاء وفاة الزعيم التاريخي للثورة الكوبية، فيديل كاسترو، عبرت هيئات حزبية مغربية أخرى عن حزنها لرحيل الزعيم الكوبي، واصفة إياه ب"الزعيم الكبير". الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بن عبد الله، سارع إلى رثاء الزعيم الكوبي بالقول: "مات فيديل كاسترو .. رمز كبير للاشتراكية وللكفاح ضد الإمبريالية يغادرنا"، مضيفا أنه "ظل طيلة حياته وفيا لمبادئه، مدافعا بقوة عن استقلال بلده وحرية شعبه، ومتضامنا بحماس مع الشعوب المحرومة عبر العالم". وتابع المسؤول السياسي عن الحزب ذي المرجعية اليسارية: "كاسترو سيظل بالنسبة لنا مثالا لمناضل كبير ..لا نؤاخذه إلا على مواقفه الخاطئة بالنسبة للقضية الوطنية للشعب المغربي في استكمال وحدته الترابية"، ليختم رسالته التي نشرها في صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" بقوله: "أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية، أتقدم بأحر التعازي للشعب الكوبي ولكل التقدميين عبر العالم في وفاة هذا الزعيم الكبير". أما حزب الأصالة والمعاصرة فأصدر بلاغا يعلن فيه أسفه وحزنه لخبر وفاة زعيم الثورة الكوبية، فيدل كاسترو، مضيفا: "بهذا المصاب الجلل، يتقدم حزب الأصالة والمعاصرة إلى الحزب الشيوعي والشعب الكوبيين بأحر التعازي والمواساة". واستعرض البلاغ ذاته، الذي توصلت به هسبريس، تاريخا مقتضبا من حياة الزعيم الكوبي، موردا أن الراحل "حكم كوبا منذ العام 1959 إلى 2008، ويحسب له أنه نادى في كل المحافل بالاستقلال الاقتصادي، وخط سياسة الإصلاحات الاجتماعية بالجمهورية الكوبية، كما اعتنق مبادئ الفكر الماركسي اللينيني، ومارسه على مستوى الإصلاح الزراعي وملكية الأراضي الفلاحية وتأميم المؤسسات الصناعية والثروات المعدنية". وفي السياق ذاته عمت أجواء الرثاء المواقع الإلكترونية والصفحات الفيسبوكية التابعة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، إذ نشرت الصفحة الرسمية للفيدرالية عبارات من قبيل: "وداعا فيدل كاسترو .. رمز كبير من رموز المقاومة اليسارية، لم تنحن قامته يوما إلا لوطنه ومبادئ الأممية الإنسانية". وكتب حسن الحداد، عضو هيئة فيدرالية اليسار الديمقراطي بطنجة: "ودعنا وراح عنا قائد أممي يحبه شعبه حبا جما، بعدما وفر للجميع الأكل والتعليم والصحة رغم الحصار المفروض من طرف القوى الإمبريالية"، وزاد متحدثا عن زياراته السابقة إلى كوبا: "تناظرت مع القيادة الشبيبية للحزب الحاكم حول حقيقة الصراع المفتعل إبان الحرب الباردة في الصحراء المغربية، وشاركت في وقفات من أجل الحرية للمعتقلين بكوبا .. بأندلسية إجماع حول فقدان الإنسانية للمهدي بن بركة.. هذا إجماع عند الساسة الكوبيين".