تحل هذه الايام الذكرى 90 من تاريخ ميلاد الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، حيث يحتفل شيوعيو العالم بهذه الذكرى، فيديل كاسترو الذي حرر هو ورفاقه كوبا من الديكتاتورية العسكرية، قبل مايزيد عن 65 سنة من اليوم. تربى فيديل كاسترو القائد اليساري الكوبي الذي يبلغ حاليا 90 سنة من عمره، بين والديه المزارعين المهاجرين من إسبانيا، حيث تلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية، وفي سنة 1945، التحق بجامعة" هافانا"حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950، ليعمل بعد ذلك كمحامي في مكتب للمحاماة، لكن "فيدال"، كان طموحا، خطيبا شرسا، متأثرا بالفكر الماركسي، وكان يرغب في الحصول على عضوية البرلمان الكوبي إلا ان الإنقلاب العسكري الذي قاده الديكتاتور "باتيستا"، المدعوم من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفائها أنها مع الديمقراطية الجنينية وألغى الإنتخبات والبرلمان. لم يعد لفيدال المتعطش للحرية والعدالة الإجتماعية وقيم الشيوعية، خيار إلا الثورة على نظام "باتيستا" ليقود إلى جانب رفاقه من الشيوعيين الكوبيين عملية إستهدفت ثكنة عسكرية ، راح نتيجتها 80 من أتباعه وثم إلقاء القبض عليه، حيث حكم عليه ب15 سنة سجنا قبل ان يتم إطلاق سراحه سنة 1955، ونفيه إلى الميكسيك. لايمكن الحديث عن الزعيم فيديل كاسترو دون ذكر أحد رموز اليسار الثوري في العالم وهو رفيق دربه أرنيسطو تي جيفارا، الذي إلتقاه في المكسيك وشكل معه وإلى جانب أخوه والرئيس الحالي للجمهورية الكوبية راول كاسترو، أولى طلائع الثورة الكوبية التي هزمت الديكتاتورية وأسست لنمودج يساري شيوعي ألهم العديدين عبر العالم. تميزت كوبا كاسترو بمعاداتها للسياسات الامريكية التي إعتبرتها هافانا العاصمة الكوبية، بالسياسات الغمبريالية المعادية للإختيارات الشعوب والإستعمارية، ووقام كاسترو منذ توليه الحكم سنة 1951 وهي السنة التي انتصرت فيها الثورة، بتأميم الاراضي وتطبيق الإشتراكية وتعميم التعليم ومجاية القطاعات الغجتماعية داخل البلاد، وكانت جل سياساته موجهة إلى الفقراء والمزارعين الصغار والعمال، ولكن فيديل كاسترو ونظامه لم يسلموا من انتقادات كبرى في مجال الحق في التعبير وحرية الصحافة ، وتكبيل افواه المعارضين من لبراليين ومحافظيين داخل البلاد، حيث رسمت التقارير الحقوقية الدولية صورة قاتمة عن حقوق الإنسان بكوبا. شكلت وفاة جيفارا في بلوفيا على يد الجيش البوليفي، صدمة قوية لزعيم الكوبي فيديل كاسترو نظرا للإرتباط القوي به، بالرغم من الإختلافات التي كانت تظهر بينهما بخصوص، اختيارات الرجلين في مراحل عديدة من حياتهما إلا ان كاسترو تعهد بأن يذكر العالم جفارا وأن يبقى مخلصا له طيلة حياته. شكل فيديل كاسترو مرجعا لمجموعة من القوى اليسارية في أمريكا الاثينية حيث كان سندا لها في العديد من المحطات خصوصا عند الموجة اليسارية التي عرفتها هذه الدول ابتداءا من هوغو تشافيز بفينيزويلا، مرورا بالبرازيل والبيرو والأرجنتين وبوليفيا، التي عرفت اكتساح حكوماتها من قبل اليسار. واستقال فيديل كاسترو من رئاسة كوبا ومن قيادة الجيش في سنة2008 بعد صراع دام 19 شهرا مع المرض ليتولى شقيقهراوول كاسترو زمام السلطة في كوبا.