تراجع مستوى الاستثمارات المغربية في مجال صناعة السيراميك (الزليج) بنسبة فاقت 90 في المائة في أقل من سنتين، إذ انتقلت قيمة المشاريع الاستثمارية من طرف المجموعات المغربية من 462 مليون درهم سنة 2013، إلى أقل من 32 مليون درهم هذه السنة، مسجلة تراجعا بقيمة 430 مليون درهم. ودفعت هذه الخسائر مصالح وزارة التجارة الخارجية في الرباط إلى فتح تحقيق رسمي في الموضوع؛ وهو ما اعتبره المهنيون خطوة إيجابية في اتجاه تصحيح الوضع الذي آلت إليه هذه الصناعة التي تشغل أزيد من 3500 من اليد العاملة. وربط مهنيون انخفاض الاستثمارات بتراجع مستوى الإنتاج المحلي من السيراميك بنسبة فاقت 25 في المائة، إذ انتقلت حصة الزليج المحلي في السوق المغربي من 80 إلى 60 في المائة، في وقت ارتفعت حصة الزليج المستورد من الصين وتركيا، مع تسجيل هيمنة واضحة للمنتج الإسباني على نصف الواردات المغربية من هذه المادة. محسن لزرق، رئيس الجمعية المهنية لصناعة السيراميك، قال في تصريح لهسبريس إن "المهنيين المغاربة يعانون من إغراق السوق المغربية بالزليج الإسباني بأسعار تقل بنسبة 25 في المائة عن تكلفتها في إسبانيا نفسها"، مؤكدا أن "تسويق الزليج الإسباني كبد الاقتصاد المغربي وصناعة الزليج المحلية على وجه الخصوص خسائر بقيمة 430 مليون درهم". وأوضح رئيس الجمعية المهنية لصناعة السيراميك أن "التحقيق الذي أجراه المهنيون المغاربة خلص إلى أن القيمة الدنيا للمتر المربع الواحد من الزليج الإسباني تكلف الشركات المحلية هناك نحو 3.5 أورو، في حين تسوق المنتج نفسه بسعر يبلغ 2.5 أوروهات للمتر المربع في المغرب، وهو ما يعكس أن هذه الشركات الإسبانية تمارس سياسة الإغراق التي تمنعها قوانين التجارة العالمية المعمول بها في هذا الإطار". وأورد المتحدث ذاته أن "استمرار سياسة الإغراق للسوق المغربي من طرف الإسبان يعني اندثار هذه الصناعة، بعد أن تفقد تنافسيتها بشكل نهائي"، وأضاف: "مازلنا ننتظر نتائج التحقيق الذي فتحته مصالح وزارة التجارة الخارجية في هذا الشأن، لكن الجميع يسجل تماطل المصنعين الإسبان في الرد على مراسلات المصالح المغربية، في وقت تتواصل عمليات الإغراق".