في قالب كوميدي ساخر، أبدع الممثل سعيد آيت باجا في تجسيد دور "صلحة الصنطحة" الفتاة التي تبدأ حكايتها كخادمة في البيوت لتتسلق بإصرار درجات المجتمع لتصبح برلمانية ومرشحة لمنصب وزيرة. هذه الشخصية الطموحة إلى حد الجنون، التي تقمصها باحترافية عالية "آيت باجا"، حيّرت جمهور المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، الذي حج بكثافة لمتابعة العرض ما قبل الأول للمسرحية، في تحديد جنس الممثل، حيث أبهر الحضور بالتقمص المندمج للأدوار، وخلق إيقاع دقيق ومترابط في عملية التشخيص. وعاش الجمهور مع بطلة المسرحية حكاية شابة طموحة إلى حد الجنون، تتخللها عدة مواقف ولحظات من حياتها في قالب مسرحي كوميدي، تعرف عليها الجمهور في البداية كخادمة في بيت مشغلتها تكتشف بدهشة وفضول عالم المدينة وسلوكات اجتماعية جديدة داخل عائلة برجوازية، لتنتقل بشكل تدريجي في تحقيق مشاريعها الخاصة واستغلال كل الفرص المتاحة للنجاح التجاري. في المشهد الأخير، يبدأ الطموح الانتهازي ل"صلحة" يكبر من أجل سلطة ومكانة سياسية وليس فقط سلطة المال؛ وهو ما يدفعها إلى الترشح للانتخابات البرلمانية والدخول في حروب سياسية من أجل أن تصبح وزيرة. وفي تصريح لهسبريس، أوضح سعيد آيت باجا أن حكاية النص ترتكز بالأساس على قواعد فرجة الممثل الواحد، وأضاف: "التحدي هو قدرة الممثل على التقمص المندمج للشخصيات، والانتقال من دور إلى آخر من خلال التشخيص وتغيير نبرة الصوت". وحول تجسيده لدور الفتاة في المسرحية، يقول إن هذه الخطوة تنطوي على نوع من "التكريم الرمزي للفنان المغربي الراحل بوشعيب البيضاوي، الذي اشتهر بتجسيده شخصية المرأة طيلة مسيرة الفنية"، مستطردا قوله "أعتقد أني نجحت في ذلك ما دمت خلقت حيرة عند الجمهور في تحديد جنس الممثل الذي يجسد دور صلحة هل هو ذكر أم أنثى؟". ويسعى العمل المسرحي "صلحة الصنطحة" لفرقة إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي إلى تقديم إبداعات تحمل تميزا فنيا على مستوى الأفكار والأسلوب، وكسب جمهور جديد من فئة الشباب العازف عن قاعات المسرح. يشار إلى أن الفريق الفني للعمل شارك فيه كل من عصام اليوسفي مؤلفا للنص، وإلهام الوليدي مخرجة، ورشيد الخطابي سينوغرافية، ثم الفنان فريد الركراكي مسؤولا عن الفيديو، بالإضافة إلى طاقم متكامل من الخبراء كل في مجال تخصصه.