قال باحثون وأكاديميون ومتخصصون في السؤال الفلسفي، من المغرب والخارج، إن الفلسفة كحقل معرفي كانت ولا تزال تشكل جسرا بين الثقافات والحضارات المتنوعة التي تتقاسم العديد من القيم والمبادئ المشتركة. وأوضح المتدخلون خلال لقاء نظم بفاس، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة حول موضوع "لماذا الفلسفة؟"، أن الفلسفة تمثل إلى الآن، ورغم التحولات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم الذي نعيش فيه، والموسوم بتنوع وتعدد التيارات السياسية والعلمية والثقافية، آلية للدفاع عن محبة الحكمة ومرتكزا لتقديم إجابات وحلول حول كل ما يعتمل في هذا العالم من متغيرات. وأشاد المشاركون في هذا اللقاء الفكري، الذي نظمه المعهد الثقافي الفرنسي بفاس بشراكة وتعاون مع "جمعية أصدقاء الفلسفة"، ببعض الفلاسفة الكبار الذين أثروا التاريخ الإنساني بأعمالهم ونظرياتهم الفلسفية وخصوا بالذكر أرسطو (2400 سنة ) ولييبنز (300 سنة) اللذين لا يزال درسهما الفلسفي يقدم إجابات عن بعض الإشكالات الكبرى التي واجهها الفكر الإنساني حتى في راهنيته. وقال المتدخلون في هذا اللقاء ومن بينهم فرانسوا ليفونيط وجون كريستوف ميرل من جامعة فيشطا ( ألمانيا ) إلى جانب الباحثين المغربيين لحكيم بناني عز العرب وعبده الفيلالي الأنصاري، إن الفلسفة تظل وسيلة أساسية ومحورية لتكوين المواطن الواعي والمسؤول الذي بإمكانه أن يواجه كل الاختلالات والإكراهات التي قد تعترضه، مشيرين إلى أنه كلما كبرت الأسئلة والصعوبات، كلما كانت الحاجة إلى الفلسفة من أجل إعطاء معنى لقضايا السلم والأمن والديمقراطية والتنمية وغيرها. واعتبروا أن الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة يشكل مناسبة لتسليط الضوء على بعض القضايا الكبرى التي يعيشها الفكر الإنساني الراهن والمرتبطة بالمعيش، من قبيل التنمية المستدامة والديمقراطية والمساواة، كما أنه فرصة لتشجيع شعوب العالم على تقاسم المشترك بينهم والموروث الثقافي والحضاري الذي راكمته الفلسفة عبر العصور، ومن ثم التفكير في المستجد واليومي وفتح نقاش بين المثقفين والمفكرين ومكونات النسيج المجتمعي حول التحديات التي تواجه المجتمعات وأنجع التصورات لتجاوزها. وحسب منظمي هذا اللقاء، فإن الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة الذي أقرته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) خلال الخميس الثالث من شهر نونبر من كل سنة، يروم إبراز القيمة المستدامة للفلسفة في تنمية وتطوير الفكر الإنساني وتثمين المشترك بين الثقافات والحضارات، الذي يظل السؤال الفلسفي أحد أبرز تمظهراتها خصوصا السؤال الفلسفي النقدي الذي يساهم في إعطاء معنى للحياة والوجود. يشار إلى أن العديد من الباحثين والمفكرين والأكاديميين والفلاسفة كانوا قد أعلنوا مدينة فاس عاصمة متوسطية للفلسفة، وذلك خلال اللقاء الدولي السابع لربيع الفلسفة سنة 2008.