شهدت العاصمة التونسية مؤخرا أشغال لقاء عربي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة تحت شعار «الفلسفة واستراتيجيات الحداثة»، بمشاركة مفكرين وباحثين من عدة بلدان عربية من بينها المغرب. وتمحورت أشغال هذا اللقاء، الذي نظمه على مدى يومين كرسي اليونسكو للفلسفة بجامعة تونس، حول موضوع «الفلسفة والتنوع الثقافي والتقارب بين الثقافات»، حيث شارك المفكر المغربي محمد المصباحي ببحث تحت عنوان «الفكر العربي الحديث بين تجديد التنوير ومجاوزته». وصرح فتحي التريكي، صاحب كرسي اليونسكو للفلسفة بالجامعة التونسية، أن هذا اللقاء يندرج في إطار احتفال المجموعة الدولية بالسنة الدولية للتنوع الثقافي والتقارب بين الثقافات. واعتبر التريكي، في لقاء مع الصحافة، أن من شأن تدريس مادة الفلسفة في المدارس والجامعات العربية أن يساهم في تحسيس الشباب بأهمية التحلي بالفكر التنويري والانفتاح على الثقافات الأخرى. ومن جهتها، قالت فاطمة الطرهوني الكاتبة العامة للجنة الوطنية التونسية للتربية والعلوم والثقافة، أن منظمة اليونسكو أطلقت مبادرة اليوم العالمي للفلسفة سنة 2002 قصد دعم الفلسفة، بحثا وتدريسا، حتى «تواصل رسالتها في إقرار التنوع الثقافي وفي خدمة القيم الكونية والسلم العالمية، فضلا عن تكريس قيم التعقل والتسامح ونبذ العنف». وتضمن برنامج هذه التظاهرة تقديم محاضرتين, الأولى لفهمي جدعان من الأردن، تحت عنوان «أفكار موجهة من أجل استراتيجية ثقافية لهذا العصر»، والثانية للباحث التونسي محمد محجوب حول موضوع «الفلسفة واستراتيجيات الحداثة.. حداثة المعيار أم حداثة المعنى». كما تم تنظيم عدد من الموائد المستديرة بمشاركة مجموعة من المفكرين العرب المشاركين، تناولت مواضيع شتى، من بينها «النهضة والحداثة» و»فلسفة التثاقف واستراتيجيات التحديث» و»الفلسفة وتاريخ العلوم وحوار الحضارات» و»العقلانية واللغة والتواصل» و»الفلسفة.. الفضاء العمومي وتكنولوجيات الاتصال الحديثة». كما تم بالمناسبة تكريم فيلسوفين عربيين معاصرين، هما التونسي عبد الوهاب بوحديبة، والمصري أنور عبد الملك، الذي ألقى في ختام اللقاء محاضرة يتناول فيها التوجه الحضاري للفكر العربي في مرحلة صياغة العالم الجديد، فيما ألقى الفيلسوف التونسي فتحي التريكي، صاحب كرسي اليونسكو بالجامعة التونسية، محاضرة ثانية بعنوان «لنفلسف العيش معا».