كشف صلاح الدين مزوار، رئيس مؤتمر المناخ الذي سينهي أشغاله غدا، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أحدث جائزة، سنوية بقيمة مليون دولار، للمناخ والتنمية المستدامة ستتوِّج المبادرات والاجراءات الساعية إلى مواجهة التغيرات المناخية. الجائزة تأتي، بحسب مزوار، بعد الجهود المغربية الريادية للوقوف في وجه التغيرات المناخية التي تهدد العديد من المناطق بالزوال، خاصة بالقارة الأفريقية. من جهتها شبّهت حكيمة الحيطي، عضو الرئاسة المغربية لقمة المناخ، الجائزة المذكورة بجائزة نوبل للسلام، بحكم أنه، وإلى حدود الساعة، لا توجد جائزة خاصة بالمناخ بالقيمة ذاتها. الحيطي أوردت أن الجائزة، التي ستعطى بشكل سنوي تزامنا مع مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، ستتوِّج المبادرات المبتكرة التي تتجاوب مع أهداف ميثاق باريس وأهداف التنمية المستدامة، معتبرة أنه "لمن الفخر أن تحدث هذه الجائزة على أرض مغربية أفريقية". في السياق ذاته، أطلقت لورانس توبيانا وحكيمة الحيطي، المشرفتان على وضع خارطة طريق لتنفيذ ما جاء به ميثاق باريس، "شراكة مراكش" التي جاءت في سياق التزمت فيه العديد من الأطراف، خاصة تلك التي وقّعت على اتفاق باريس، بمواجهة التحديات البيئة، "لكن ما وصلنا إليه لا يكفي ويستوجب مجهودات أخرى وترجمتها بسرعة على أرض الواقع، وشراكة مراكش وضعت لهذا الغرض"، بحسب ما أكدت عليه كل من الحيطي وتوبيانا في كلمة مشتركة خلال لقاء صحافي على هامش القمة. وشددت المسؤولة الفرنسية على ضرورة وجود تحالفات بيئية دولية تعقد اجتماعات على طول السنة للوقوف أولا بأول على المجهودات المبذولة للتخفيض من درجة حرارة الأرض وتقييم المجهودات المبذولة من أجل التكييف، "وشراكة مراكش تأتي من أجل عمل موحد، والظرفية الحالية تستوجب أن ننظر إلى العالم بالكثير من التفاؤل والنشاط"، على حد تعبيرها. بدورها أكدت الحيطي أن الوقت محسوب أمام العالم للتفاعل وأخذ المبادرات، مضيفة أن "الوصول إلى ما نريد يستوجب معرفة ما وصلنا إليه، وشراكة مراكش يمكن أن تجيب على الأهداف التي وضعتها الأطراف، وهي مفتوحة لكل ملتزم بمواجهة تحديات البيئة بشكل شفاف وواضح". وبنبرة تفاؤلية، قال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، في اللقاء ذاته، إن "العالم بذل مجهودات كبرى للوقوف في وجه التغيرات المناخية التي تهددنا جميعا، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية"، موجها في الآن نفسه تحيته إلى "بطلتي المناخ حكيمة الحيطي ولورانس توبيانا على المجهودات التي بذلت لأجل المناخ". الكوري الجنوبي عبّر عن امتنانه كذلك إلى العاهل المغربي على "قدرته جمع حشد كبير من أبرز الشخصيات لتبادل التصورات حول ما يمكن فعله لأجل الكرة الأرضية، وخاصة لصالح أفريقيا التي تعاني الأمرين مع التغيرات المناخية"، بتعبير كي مون.