مساهمة من مجلس المستشارين في النقاش الدائر حول التغيرات المناخية، وعلى هامش مؤتمر الأطراف المنعقد ب"عاصمة النخيل"، قدم "إعلان مراكش" كوثيقة أولية يمكن اعتمادها من طرف البلدان الإفريقية التي تتشارك والمغرب الهموم نفسها المرتبطة بإيجاد حلول لما تعانيه العديد من مناطق العالم مع التغيرات المناخية. عبد الحكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، وخلال كلمته في أشغال اللقاء التنسيقي بين البرلمانات الإفريقية حول التغيرات المناخية، والمنظم من طرف المجلس، استعرض ما تعانيه القارة الإفريقية من مشاكل بيئية بالجملة، تعرقل النهوض بها، "إذ كشف التقرير الصادر عن برنامج الأممالمتحدة للبيئة، بشأن أنشطة التكيف في إفريقيا، أن الدول الإفريقية ستواجه فجوة تمويلية في ما يتعلق بتنفيذها لخطط وبرامج التكيف مع تغير المناخ، لا تقل عن 12 مليار دولار سنويًّا حتى عام 2020، وتتضاعف بعد ذلك باستمرار"، بحسبه. المتحدث ذاته أردف بأن تقييمات مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكدت أن عدد الأشخاص المعرضين لمخاطر الجوع في المنطقة هذا العام يصل إلى نحو 18 مليون شخص. "وقد أثَّرت المخاطر المناخية، مثل الجفاف والفيضانات، على أكثر من 34 مليون إفريقي في عام 2012، وتسببت في خسائر اقتصادية تُقدَّر بأكثر من 1.3 مليارات دولار في الفترة بين عامي 2011 و2012، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن إستراتيجية الأممالمتحدة الدولية للحد من الكوارث"، يردف بنشماش. وأمام ما تعيشه القارة الإفريقية من مشاكل بيئة عديدة قدم المسؤول عن مجلس المستشارين بعضا من الخطوات التي من شأنها أن تقلل نوعا ما من حدة التغيرات المناخية، من بينها العمل على أن تدمج الأطراف المعنية في البلدان الأفريقية، بشكل حازم، الانشغالات المرتبطة بالتغيرات المناخية في السياسات والإستراتيجيات والبرامج والممارسات في مجال التنمية، عبر إيلاء اهتمام خاص للقطاعات ذات الأولوية والهشة أمام هذه التغيرات، وكذلك حث حكومات بلدان القارة السمراء على الانخراط وتملك البرنامج العملي الصادر عن الاتحاد البرلماني الدولي في هذا الصدد. ووضع بنشماش أمام الوفود البرلمانية المشاركة في اللقاء التشاوري للبرلمانات الإفريقية، المنعقد بمراكش، "إعلان مراكش" الذي ضم العديد من النقاط التي من شأن البلدان الإفريقية اعتمادها، سواء بالنسبة للبلدان الإفريقية التي تتمتع برلماناتها بالعضوية في الاتحاد الإفريقي، والتي لم تقم بعد بالمصادقة على اتفاق باريس، وبالتالي كانت المناسبة لدعوتهم إلى ذلك، أو البرلمانات الإفريقية الأعضاء في الاتحاد البرلماني الإفريقي التي صادقت على اتفاق باريس، والتي تدعوها الوثيقة إلى التعاون الوثيق من أجل بناء موقف تفاوضي إفريقي منسجم ومتكامل لاسيما في مجالات التكيف والتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات. بدوره أشاد صابر الشاودري، رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، بالدور الذي يلعبه البرلمان المغربي في التحسيس بالمخاطر البيئة والسعي إلى إيجاد حلول لها، خاصة أن العديد من البلدان الإفريقية تعاني من مشاكل المناخ، مستعرضا مثال بلاده مدغشقر، وقائلا إن ارتفاع منسوب المياه بمتر واحد من شأنه أن يدفع 3 ملايين من ساكنة المراكش للنزوح، قبل أن يدعو إلى عدالة مناخية، على اعتبار أن البلدان الإفريقية ليست مسؤولة عن انبعاثات الغازات التي تضر بشكل كبير بالبيئة. وتداول أعضاء البرلمانات الإفريقية في الإعلان، مع تقديم بعض الملاحظات، التي دعا من خلال رئيس مجلس المستشارين إلى أن تكون مكتوبة، قصد إدراجها غدا في الإعلان، للخروج بتصور مشترك.