في ظل مخاوف المهنيين من استمرار تراجع مستوى استهلاك الأوربيين من مادة الطماطم خلال السنتين الأخيرتين، واصلت هذه المادة تربعها على عرش صادرات الخضراوات والبواكر؛ إذ فاقت الكميات التي صدرها المهنيون العاملون في قطاع الفلاحة من الطماطم في السنوات الثلاثة الأخيرة 1.27 مليون طن، بقيمة فاقت 11.7 مليار درهم، لتتربع بذلك على عرش صادرات الخضراوات. وقال الحسين اضرضور، رئيس الفدرالية البيمهنية لمنتجي الخضر والفواكه بالمغرب، إن مخاوف المهنيين لا تنحصر في العوامل المرتبطة بتراجع الاستهلاك الأوربي، الذي يعتبر السوق الأولى التي تستقطب صادرات المغرب من هذا المنتوج الفلاحي، بل إن هناك عوامل أخرى تغذي هذه المخاوف في ظل تراجع أسعار البيع النهائي للطماطم من طرف المنتجين المغاربة المصدرين إلى أسواق أوربا وروسيا، والتي لا تتعدى 6 دراهم في أحسن الأحوال. وأوضح رئيس الفدرالية البيمهنية لمنتجي الخضر والفواكه بالمغرب، في تصريح لهسبريس، أن مستويات استهلاك الوحدات الفندقية والمطاعم الأوربية من الطماطم المغربية قد تراجعت خلال هذا العام بنسبة قاربت 50 في المائة، وهو ما زاد من حدة أزمة التصدير من طرف المهنيين، إلى جانب عوامل داخلية مرتبطة بالإنتاج المحلي الذي تراجع بدوره بسبب عوامل مناخية دفعت الفلاحين المغاربة إلى محاولة تدارك الأمر عبر الاستعاضة بزراعة منتجات فلاحية أخرى، كالفواكه الحمراء. أحمد أوعياش، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، أكد بدوره أن المصدرين المغاربة يبحثون عن بدائل جديدة للسوق الأوربي، من خلال محاولة اختراق السوق الأمريكية التي تعتبر من أكبر الأسواق العالمية التي يمكنها استيعاب صادرات المغرب من الفواكه والخضراوات، خاصة الطماطم، إلى جانب التركيز بشكل أكبر على الأسواق الإفريقية التي تعتبر من الأسواق الواعدة بالنسبة للمهنيين المغاربة. ودعا أوعياش، في تصريح لهسبريس، إلى ضرورة العمل على تثمين منتوج الطماطم المغربية، من أجل رفع قيمة الصادرات من هذه المادة نحو الخارج، والزيادة في قيمتها المضافة عبر تحويلها إلى منتجات قادرة على تعزيز مكانتها في الأسواق الأوربية والأمريكية والإفريقية.