بدا الكل متفائلا في البداية بحتمية فوز مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بالانتخابات الرئاسية، إذ كان كل شيء معدا للاحتفال في مركز "جافيتس" بقلب مدينة نيويورك، خاصة مع ظهور أولى النتائج، التي تشير إلى تمكن المرشحة الديمقراطية من الظفر بعدد من المقاعد في المجمع الانتخابي. حماس الديمقراطيين تزايد، عقب الإعلان عن تقدم كلينتون، وارتفاع عدد أصوات المجمع الانتخابي التي حصلت إلى 64 صوتا، مقابل حصول مرشح الحزب الجمهوري على57 صوتا، وذلك بعد أن كانت المؤشرات تظهر حصول ترامب على 19 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي عن ولايتي كنتاكي وإنديانا، مقابل ثلاثة أصوات لكلينتون. ومباشرة بعد بداية ظهور بعض النتائج، خرجت الناطقة الرسمية باسم هيلاري كلينتون جينفر بالموري، للحديث مع عدد من الصحافيين في مركز "جافيتس" عما اعتبرتها الحظوظ الكبيرة للمرشحة الديمقراطية في الفوز برئاسة البيت الأبيض، لكنها تفادت التطرق للنتائج الأولية، معبرة عن فخر الحزب الديمقراطي بتقديم امرأة لتصبح أول رئيسة في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية. بالرغم من أن النتائج كانت تسير في اتجاه فوز ترامب برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن الديمقراطيين ظلوا يتمسكون بحظوظهم في العودة في النتائج بعد الفرز النهائي للأصوات، في حين حافظ المرشح الجمهوري على فارق أكثر من أربعين صوتا من أصوات المجتمع الانتخابي، خلال فترات متفرقة لفرز الأصوات. وبين الفينة والأخرى، كان يخرج أحد المسؤولين في الحزب الديمقراطي، من أجل مخاطبة الأعضاء والمتعاطفين الذين كانوا حاضرين بالآلاف في مركز "جافيتس"، إذ لم يتوان الديمقراطيون في التأكيد على أنهم قادمون للفوز بالرئاسة، محتفين بما حققته كلينتون في نيويورك وواشنطن، وفق النتائج الأولية. صرخات الفرحة تعالت بشكل كبير بعد أن تم الإعلان عن وصول عدد أصوات كلينتون إلى 131، وفوزها بولاية كولورادو، لكن ترامب ظل في المقدمة ووسع الفارق ليصل إلى 177 صوتا، ما جعل عددا من وسائل الإعلام الأمريكية ترجح فوز ترامب بنسبة تسعين في المائة بالانتخابات. وفي الوقت الذي ظل فيه الديمقراطيون يرددون عبارة "i believe that she will win" (أؤمن أنها ستفوز)، في تأكيد على أن كلينتون هي التي ستكون رئيسة للولاية المتحدة، بدأ التفاؤل يتراجع، وبرزت معالم الحزن على ملامحهم، مقابل ارتفاع أصوات ترامب إلى 197 مقعدا، بفوزه بولاية فلوريدا ذات الأغلبية اللاتينية، ما جعل عددا من الذين تناوبوا على الحديث في منصة "جافيتس"، يتحدثون على أن الفائز الأول من هذه الليلة هم الأمريكيون، وأن هذه الليلة هي للمصالحة، مع التمسك بقيم التنوع والتعدد التي تتبناها الولاياتالمتحدة. فارق شاسع تشويق الليلة الانتخابية ازداد بعد أن أعلن عن فوز كلينتون بولاية كاليفورنيا، ورفعت عدد أصواتها إلى 190 صوتا، وتقلص الفارق مع ترامب إلى 11 مقعدا فقط، بعد أن ظرف المرشح الجمهوري بمقاعد ولاية إيداهو، لكنه ما لبث أن وسع الفارق ليصل إلى 217 صوتا، بعد فرز أغلبية أصوات ولاية فلوريدا، ليبقى الانتظار سيد الموقف. وعلى عكس ما رسمته أغلب استطلاعات الرأي التي أجريت بالولاياتالمتحدة وتوقعت فوز كلينتون بالانتخابات بفارق تراوح ما بين أربع إلى ست نقاط، استمر "المد الأحمر" للحزب الجمهوري في الهيمنة على عدد غير متوقع من المقاعد، حيث وصل قبل حلول منتصف الليل بالتوقيت المحلي لمدينة نيويورك إلى 244 صوتا بفوزه بولاية يوتا، ليبقى في حاجة إلى 26 صوتا فقط من أجل الظفر بالإنتخابات. الذهول وخيبة الأمل كانت بادية على أعضاء الحزب الديمقراطي في نيويورك، حيث عم الصمت في مركز "جافيتس"، بعد هذا الاكتساح الذي حققه ترامب، لتبدو بذلك طريقه أسهل مما كان متوقعا، فيما بادر عدد من الديمقراطيين إلى مغادرة المركز، مباشرة عقب بداية وضوح هذه النتائج. خيبة أمل تمسك الديمقراطيين ببصيص الأمل المتبقي، بات معلقا في كل من ولايتي ويسكونسن وميشيغان، فيما تكررت هتافات حشود الديمقراطيين في انتظار الإعلان الرسمي عن النتائج الكاملة، بينما غابت فيه كلينتون عن ليلة تتبع الانتخابات في المركز إلى حدود الساعة الثانية صباحا. وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ظهور كلينتون، خرج مدير حملتها الانتخابية، جون بوديستا، ليشكر الديمقراطيين والشعب الأمريكي لوقوفهم إلى جانبها، قائلا "شكرًا لأنكم كنتم إلى جانب كلينتون.. فقد كانت دائما إلى جانبكم"، فيما أعلن عن نهاية حفل الليلة الانتخابية، ضاربا الموعد بعد صدور النتائج الانتخاب، مضيفا أن "المعركة لم تنته بعد وأن عد الأصوات ستواصل يوم الأربعاء". الاستياء من النتائج بدا واضحا لدى مجمل الحضور بالرغم من محاولة التشبث بالأمل في الظفر برئاسة البيت الأبيض، وقال جيفري دانتي، أحد الشباب المنتمين للحزب الديمقراطي، إن مسألة الرئاسة باتت محسومة للمنافس الجمهوري، "لكن هذه هي الديمقراطي ويجب أن وقبل بها". دانتي، تابع في تصريح لهسبريس، أن على الرئيس الجديد للبلاد، احترام القيم التي بنيت على أساسها الولاياتالمتحدة، وأن تكون ممارسته للحكم مخالفة لخطاباته التي وصفها ب"العنصرية"، داعيا إياه إلى التوقف عن نشر الكراهية.