هدية ثمينة تلك التي تلقتها هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، من مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"، بعدما صرح مديره، جيمس كومي، بأنها بريئة في قضية رسائل بريدها الإلكتروني الشخصي، عندما كانت وزيرة لخارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية. مدير المخابرات الأمريكية أعلن، قبيل يومين من حسم رئاسة البيت الأبيض، عدم وجود أي أدلة على تورط كلينتون في ممارسات فاسدة؛ وذلك بناء على تحقيقات المكتب التي استمرت لأسابيع، بعدما كان قد فتح تحقيقا آخر في يونيو الماضي. وأوضح جيمس كومي، في مراسلة بعثها إلى عدد من لجان الكونغرس الأمريكي، أن نتائج التحقيق الذي أجري في يونيو لم تتغير، مؤكدا أن عناصر المكتب قامت بالتحقيق في جميع اتصالات كلينتون من أجل التأكد من هذه النتائج، ولم تجد دليلا يكشف تورطها في قضية استعمال بريدها الإلكتروني الشخصي. تقرير المكتب الفيدرالي يكتسي أهمية كبيرة، خاصة في هذا التوقيت، بالنظر إلى أن المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، المنافس الرئيسي لكلينتون، استعمل هذه الورقة كثيرا في شن حرب كلامية على منافسته، سواء خلال المناظرات الثلاث التي جمعت بينهما أو في الخطابات التي ألقاها في مختلف الولاياتالأمريكية. وفي السياق ذاته، رد ترامب على تصريح جيمس كومي، في إحدى تجمعاته الانتخابية في ولاية ميشيغن مساء أمس، بالتشكيك في نزاهة "إف بي آي"، معتبرا أن "النظام الفاسد يحمي هيلاري كلينتون من أجل الفوز في الانتخابات"، على حد تعبيره، كما قال: "هيلاري كلينتون مذنبة وهي تعرف ذلك، ومكتب التحقيقات الاتحادي يعرف ذلك، والناس يعرفون ذلك، والآن الأمر متروك للشعب الأمريكي ليحقق العدالة عبر صناديق الاقتراع". في مقابل ذلك، احتفت حملة المرشحة الديمقراطية بهذا المستجد، إذ أوردت جينيفر بالمييري، الناطقة الرسمية باسم كلينتون، في بلاغ مقتضب: "نحن فخورون برؤية ذلك بعد أن تم التأكيد على الخلاصات التي كانت في يونيو الماضي. .نحن سعداء بعد أن تم حل المسألة".. بينما المستجد كان له تأثير إيجابي على السوق الأمريكية أيضا ، حيث كشف الموقع الإلكتروني لقناة "CNBC" عن ارتفاع في السوق بحوالي 220 نقطة، وذلك مباشرة بعد إعلان الخبر. وكان بلاغ لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية أورد في السابع من أكتوبر الماضي: "أجهزة المخابرات على يقين بأن الحكومة الروسية وجهت القرصنة الأخيرة لحسابات بريد إلكتروني لأشخاص ومؤسسات أمريكية، بينها أحزاب سياسية، وبأن هذه السرقات والتسريبات تهدف إلى التدخل في الانتخابات الأمريكية"؛ فيما ذهبت تقارير إعلامية أمريكية إلى التأكيد أن القراصنة الروس استهدفوا الحزب الديمقراطي، في محاولة منهم للتأثير على سير الانتخابات لصالح دونالد ترامب.