تعرف عدة شوارع وأزقة بأحياء مختلفة بمدينة سطات حالة سيئة بسبب عدم تعبيدها أو وجود حفر بها، ما أثار استياء لدى سكان هذه الأزقة والشوارع ومستعمليها من الراجلين وأصحاب العربات المختلفة، بسبب الأضرار التي تلحقها بالسيارات وبالمنازل؛ إذ يتسرّب الغبار إلى محلات سكناهم، كشارع بئر انزران الذي يربط وسط المدينة بعدة أحياء، وزنقتي نسرين والزهور، واللائحة طويلة. "شوف أولدي هاذ الحالة اللي كنعيشها بعدد من الزناقي، خاصة في وقت الشتاء، الغيس، والسيول، وحنا عينا نشكيو، جمعنا البطاقات ودرنا شكاية للمجلس البلدي، وحتى حاجة ما شفناها"، تقول إحدى العجائز القاطنة بزنقة نسرين بحي الكمال، بعدما لاحظت التقاطنا لصور للزنقة المذكورة، مردفة بمرارة: "إلى مات الميت نوحلو فيه. حي ميمونة وحي السلام عادو أحسن من هاذ البلاصة لتحولنا ليها، أغلب الزناقي فيها الضو مزيان ولكن حالة الزفت ممزيناش". سكان يطالبون بإصلاح الأزقة والشوارع محمد إسباعين، أحد سكان "بلوك د" حي الكمال بسطات، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "إننا نعيش مشكلا حقيقيا على مستوى زنقتي الزهور ونسرين اللتين توجدان في حالة متردّية يرثى لها، بسبب انتشار الحفر، خصوصا أنهما تستعملان من طرف الكثيرين لأنها تربطان شارع دمشق بشارع الجنرال الكتاني". وأضاف المتحدث أن السكان وجّهوا مراسلات عدة مرفقة بعرائض إلى المجلس البلدي، تتوفر هسبريس على نسخ منها، مشيرا إلى أن رئيس المجلس البلدي عقد لقاءات مع بعض السكان، وقام الرئيس السابق بمعاينة للأزقة المتضررة، وقدّم وعودا عدة وصفها المتحدث ب"الكاذبة" ربحا للوقت دون نتيجة، موضّحا أن الإجراءات نفسها سلكها السكان مع المجلس الجماعي الجديد في انتظار إخراج الوعود إلى أرض الواقع. وطالب محمد إسباعين المجلس البلدي بالعمل على برمجة الأزقة بحي الكمال في مشاريع التهيئة، خاصة زنقتي الزهور ونسرين والقيام بإصلاحهما، موضّحا الأضرار التي تلحق السكان، سواء في الصيف من جراء تسرب الغبار عبر النوافذ، أو انتشار البرك المائية والوحل في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن الأزقة بحي الكمال تستعمل من طرف عدد كبير من المواطنين، كأصحاب العربات الخاصة أو النقل المدرسي أو الطاكسيات الصغيرة، بالمقارنة مع أزقة أخرى أحسن حالا وأقل رواجا من الأزقة المتضرّرة. المجلس البلدي: مشاريع في الأفق عبد الرحمان العزيزي، رئيس المجلس البلدي بسطات، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن هناك أشغالا في المستقبل، وأخرى جارية على مستوى شارع بئر انزران الذي سيكون مهيئا في غضون شهر على أبعد تقدير، مؤكّدا أن الأشغال كانت قد عرفت بعض التأخّر بسبب إضافة عدد من البالوعات لكون الشارع في منحدر ويعرف سيولا خلال التساقطات المطرية ما تطلب إنجاز بنية مناسبة لاستقبال تلك السيول، مشيرا إلى أن المجلس أعلن عن صفقة من الموارد الذاتية للبلدية بخصوص أزقة حي الكمال وحي القسم، وأن الأشغال ستنطلق في القريب العاجل، كاشفا أن زنقتي نسرين والزهور مبرمجتان في الصفقة نفسها. وأضاف العزيزي أن هناك مجموعة من البرامج المستقبلية التي تدخل في إطار التهيئة الحضرية لمدينة سطات، بشراكة مع مجموعة من القطاعات الحكومية، كالمجلسين الإقليمي والجهوي ووزارتي الداخلية والإسكان والتعمير وسياسة المدينة؛ إذ جرى رصد مبلغ مالي قدره 78 مليون درهم، بهدف تهيئة بعض الشوارع بالمدينة وملاعب رياضية، والاهتمام بساحة الخزانة البلدية باعتبارها معلمة تاريخية لهيئات المجتمع المدني، بالإضافة إلى صفقة أخرى خاصة بإعادة بحيرة البطوار إلى أحسن من حالها السابق لتكون متنفّسا للساكنة بالمدينة. وحول الأتربة ومخلّفات البناء المنتشرة في أحياء المدينة وأزقّتها، ما يعيق حركة المرور ويسدّ البالوعات ويتسبّب في عدم تصريف مياه الأمطار، قال رئيس المجلس البلدي بسطات إن الأمر مطروح في الواقع، ويتطلب تعاون مجموعة من المتدخلين، بمن فيهم الفاعلون المدنيون، مقرّا بصعوبة مراقبة مدينة سطات على طول اليوم، رغم نجاح حملة نظافة واسعة من قبل شركة النظافة المتعاقدة والسلطات المحلية، وتوطين علامات منع رمي الأتربة بشكل عشوائي، مع مراقبة أوراش البناء المرخّص لها باحتلال الملك العمومي وفق دفتر تحمّلات واضح ومضبوط.