يبدو أن الأمطار الأخيرة التي هطلت على الأقاليم الجنوبية للمملكة ستكون لها تداعيات أخطر من تلك التي ساهمت في قطع الطرق وتشريد بعض العائلات، في ظل الحديث عن تغيير السيول الجارفة التي عرفتها المنطقة لخريطة الألغام المزروعة في الصحراء منذ سنوات، الأمر الذي من شأنه تشكيل خطر كبير على أبناء الجنوب، حسب بعض المتابعين الصحراويين. وبعد الأخبار التي تداولتها مصادر إعلامية حول دخول عناصر القوات المسلحة الملكية في حالة استنفار بهدف منع المواطنين من الاقتراب من الأماكن الخطيرة لدرء سقوط ضحايا، خرجت جبهة البوليساريو لتحذر من عواقب تغيير السيول لمواقع الألغام على جانبي الجدار العازل. وقالت الجبهة، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية، إن "هناك خطر حصد المزيد من أرواح الصحراويين المهددين بالتحول الذي عرفته خريطة الألغام بالمنطقة"، مضيفة أن أعداد الوفيات قابلة للارتفاع بعد الوفاة المسجلة إلى حد الآن جراء السيول التي جرفت المنطقة في الساعات الماضية. وحول الوضع الميداني للألغام بالمنطقة، أكد عبد المجيد بلغزال، الباحث المتخصص في الشؤون الصحراوية، أن "الأمطار الأخيرة التي تساقطت على الأقاليم الجنوبية خلفت سيولا قادمة من واد السمارة وعبرت المناطق المعروفة بوجود الألغام"، مشددا على أن "الخطر أصبح أكبر في المناطق القريبة من الأودية والمصبات". وأوضح بلغزال، في تصريح لهسبريس، أن "الخطر يكمن في الحركية التي ستبرز في الأيام القادمة بخروج الكسابة إلى الأراضي بحثا عن الكلأ وجمع منتج "الترفاس" المعروف بالمنطقة، ما قد يعرضهم لخطر الإصابة أو الموت في حال دخولهم الأراضي التي أصبحت ملغومة بفعل السيول"، وفق تعبيره. وفي تحديده للمناطق الأكثر خطرا على الساكنة بفعل تغير خريطة الألغام، أشار المتحدث ذاته إلى "وجود تهديد أكبر على سلامة المواطنين الصحراويين بمنطقة "السﮔن" قرب السمارة، وهي المنطقة المعروفة بتواجد الألغام"، حسب تعبيره، مجددا التأكيد أن "حركية الألغام أصبحت مسألة منتظرة كل ما حلت أمطار كثيفة على المنطقة، حيث يرتفع عدد ضحايا في هذه المرحلة". ودعا بلغزال السلطات المعنية، ممثلة في المجالس الإقليمية والجماعات التابعة للسمارة والساقية الحمراء، إلى "القيام بحملات تحسيسية واسعة وسط المواطنين وخاصة فئة الكسابة، الأكثر عرضة للخطر حول المناطق التي تتواجد فيها الألغام، من أجل درء وقوع ضحايا جدد".