قال الكاتب الصحافي المصري هاني أبو زيد إنّ جمهورية البوليساريو "ليست سوى عصابة لصوص تتاجر بأحلام سكان مخيمات تندوف"، وزاد متسائلا: "إذا كانت لهم جمهورية فأين هي مقوماتها؟ كل ما رأيناه في زيارتنا إلى تلك المخيمات هو أن ما يسمّى الوزارات هي مجرد غرف مبنية بالطين..ليست هناك مقوِّمات جمهوريّة". هاني أبو زيد، الذي ألّف كتابا بعنوان "الجمهورية الوهمية: تفاصيل حركات الانشقاق داخل صفوف البوليساريو"، بعد زيارة قام بها إلى مخيمات تندوف، قال في ندوة نظمتها كلية الحقوق أكدال بالرباط، لتقديم كتابه: "حين وصلنا إلى هناك وجدنا أنفسنا أمام عصابة لصوص هم المستفيدون من أطروحة الانفصال". الصحافي المصري الذي سبق أن ألّف كتابا بعنوان "عصابة البوليساريو .. شهادة صحفي مصري من داخل مخيمات تندوف" كشف في كلمة مقتضبة خلال الندوة ذاتها أنّه كان ومجموعة من زملائه الصحافيين ضحيّة نصب من طرف سيدة صحراوية، بعدما تلقوا دعوة لزيارة مخيمات تندوف، مشيرا إلى أنهم حين وصلوا إلى العاصمة الجزائرية استقبلهم مندوب البوليساريو، واتجهوا إلى المخيمات، حيث مكثوا خمسة أيام في ما يشبه الحجز. وذهب المتحدث ذاته إلى القول: "حين وصلنا إلى مخيمات البؤس وجدنا أنفسنا أمام ورم سرطاني لا بد من استئصاله"، مضيفا أنّه لم يُسمح لهم بالتواصل ولا بمقابلة سكان المخيمات، الذين قال إنهم كانوا أقلّ عددا من أفراد الحماية (العسكر). وواصل الكاتب الصحافي المصري حديثه عن تلك الزيارة التي ضمّت وفدا صحافيا دوليا قائلا: "قالوا لنا سنزور المناطق المحررة، فتخيلنا أننا سنكون في محافظة أو مدينة تابعة للجمهورية المزعومة، لكننا وجدنا أنفسنا في صحراء قاحلة مع كتيبة عسكرية، وشعرنا أننا في خطر". وانطلقت فكرة كتاب "الجمهورية الوهمية: تفاصيل حركات الانشقاق داخل صفوف البوليساريو" من هذه اللحظة التي قال عنها أبو زيد "كان لزاما علينا تسليط الضوء على هذه العصابة التي تتاجر في قضية دولية في المحافل الدولية وبأحلام بسطاء مخيمات تندوف". وتوقف المتحدث ذاته عند الوضعية التي يعيشها أطفال مخيمات تندوف قائلا: "أطفال المخيمات الذين من المفروض أن يعيشوا عيشة كريمة مثل أطفال المغرب تتم المتاجرة بهم، إذ يبيعهم "الشللية" (اللصوص) المستفيدون من القضية لبوكو حرام وتنظيم القاعدة".