جرى، اليوم الخميس، إطلاق سراح الفتاتين القاصرتين اللتين ألقي القبض عليهما بتهمة "المثلية الجنسية" بمراكش؛ وهي القضية الأولى من نوعها التي تعرض على المحاكم المغربية، إذ سبق أن ألقي القبض على ذكور مثليين إلا أن هذه المرة الأولى التي تتابع فيها إناث بهذه التهمة. عمر أربيب، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة مراكش، كشف أن الجمعية ودفاع الفتاتين تقدما بملتمس متابعتهما في حالة سراح مؤقت؛ وهو الملتمس الذي استجابت له المحكمة وجرى إطلاق الفتاتين، فيما ستتم مناقشة الملف خلال جلسة محاكمة غدا الجمعة. وأشار أربيب، في تصريح لهسبريس، إلى أن الفتاتين القاصرتين تتابعان في إطار الفصل ال489 من القانون الجنائي الذي يجرم العلاقات الجنسية غير الطبيعية، مبرزا أنه جرى إلقاء القبض عليهما بعد أن تقدمت عائلة إحداهما بشكوى نظرا لضبطهما وهما تتبادلان القبل بسطح البيت. وطالب عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بضرورة إسقاط الفصل ال489 من القانون الجنائي، "على اعتبار أنه، حسب المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، لا يمكن محاكمة أي شخص نتيجة لميولاته الجنسية التي تدخل في إطار الحريات الفردية؛ وهي ميولات لا يمكن تقييدها"، حسب تعبيره. واعتبر المتحدث أن إطلاق سراح الفتاتين هو "انتصار للحركة الحقوقية وبداية شق الطريق نحو إلغاء الفصل المجرم للمثلية"، على حد قوله. يذكر أن الأمر يتعلق بكل من "ب . ه" 17 سنة و "ش. س" 16 سنة، اللتين اعتقلتا يوم الخميس الماضي، ووضعتا رهن الاعتقال الاحتياطي لمدة 48 ساعة قبل عرضهما على المحكمة التي أمرت بمتابعتهما في حالة اعتقال؛ وهو الأمر الذي أثار انتقادات عديدة نظرا لأن المعنيتين قاصرتان. للإشارة، فإن القانون الجنائي المغربي يعاقب بالحبس ما بين ستة أشهر إلى ثلاث سنوات فيما يتعلق بتهم المثلية الجنسية.