انطلقت، اليوم الثلاثاء بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بالرباط، ورشة عمل حول دور التربية الدينية في تعزيز السلام ومكافحة الإرهاب. ودعا المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للورشة، التي تنظم بشراكة بين المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وبين الإيسيسكو وبين منظمة التعاون الإسلامي، إلى حشد الجهود وتكثيفها من أجل استئصال الفكر المتطرف، خاصّة في علاقته بالمناهج التربوية والتعليمية. وفي هذا الإطار، دعت سو بريز، عن وزارة الخارجية والكومنولث بالمملكة المتحدة، إلى إشراك جميع شرائح المجتمع في محاربة التطرّف. واعتبرت المتحدثة أنّ التركيز على مسألة التعليم يكتسي أهمّية خاصة، "من أجل تعليم التلاميذ كيف يرفضون الأفكار المتطرفة، من جهة، وكيف يحترمون أتباع الديانات الأخرى"، مشدّدة على ضرورة تحميس المجتمع الدولي للعمل على الوقاية من التطرّف. وقال محمد الشمسي، ممثل وزارة الشؤون الخارجية بالإمارات العربية المتحدة، إن مكافحة الإرهاب يستدعي تضافر جهود جميع الأطراف، لافتا إلى أنّ الحرب على الإرهاب "ليست حربا عسكرية فحسب، بل حربا إستراتيجية، للرفع من اليقظة في كل النواحي واجتثاث جذور التطرّف ومكافحة عملية التجنيد ونشر ثقافة التعايش بين الناس جميعا". وتطرق المتحدث ذاته في ورقته إلى الجهود التي تبذلها الإمارات في محاربة التطرّف والإرهاب، قائلا إن السياسية التي اعتمدتْها تقوم على الوقاية، من خلال ضبط الخطاب الديني في المؤسسات ومناهج التعليم الديني، سواء مناهج التربية الإسلامية في التعليم النظامي أو مدارس تحفيظ القرآن. سياسة الإمارات في محاربة التطرّف، يردف المتحدث، تركز، أيضا، على تأهيل العلماء الإماراتيين لمواجهة الخطاب الديني المتشدد الرامي إلى إحداث انحرافات دينية وفكرية، لافتا إلى أنّ انتشار هذا الخطاب يستدعي حشد الجهود لنشر الإسلام الأصيل، المُراعي لمتطلبات العصر والمنفتح على التجارب الإنسانية. من جهته، استعرض عبد الواحد بنداود، ممثل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، جهود الوزارة في مكافحة التطرّف في مجال التعليم الديني، مشيرا إلى أن المغرب شهد "طفرة كبرى في مجال إعادة هيكلة الحقل الديني، في اتجاه التركيز على الوسطية"، داعيا إلى العمل على "بناء علم يتعايش فيه الجميع على أساس القيم الإنسانية المشتركة".