وقف عادل بلوقي، ابن خالة محسن فكري الذي فارق الحياة في شاحنة للنفايات بينما كان يحاول إخراج كميات سمك "أبو سيف" التي رمى بها رجال سلطة الحسيمة مساء أول أمس، مشدوها أمام عشرات الشباب الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية أمن الدارالبيضاء، ليلة اليوم الأحد، بعد مسيرة انطلقوا بها من ساحة مارشال وسط المدينة. بلوقي وجه شكرا خاصا، في تصريح لهسبريس، إلى كل من خرج للتنديد بجريمة قتل قريبه فكري، وقال إنه يشكر جميع من تضامن مع أفراد أسرته، متمنيا في الوقت نفسه أن تتوقف كافة مظاهر "الحكرة". وأضاف ابن خالة القتيل: "محسن فكري كان متخلقا، وكان إنسانا محبوبا لدى الجميع، وكان يعيل أسرته المتكونة من 11 فردا". وقبل هذه الوقفة أمام ولاية أمن الدارالبيضاء، التي شهدت تعزيزات أمنية كبيرة دون تسجيل أي تدخل من طرف عناصر الأمن، نظم متظاهرون ينتمون لجماعة العدل والإحسان وفيدرالية اليسار من جهة، والحركة الأمازيغية من جانب ثان، وحركة 20 فبراير من جهة أخرى، على الساعة السادسة مساء، ثلاث وقفات مستقلة متزامنة بساحة ماريشال وسط الدارالبيضاء للتضامن مع محسن فكري. وردد المتظاهرون، الذين تجمعوا في ثلاث وقفات مستقلة على شكل حلقات احتجاجية تعكس التباين الأيديولوجي بين الأطراف المشاركة، شعارات منددة بتصرفات السلطة المحلية بمدينة الحسيمة وتعمدها "طحن" محسن فكري، الذي فارق الحياة وهو يحاول إنقاذ أسماكه التي اقتناها من داخل ميناء المدينة بشكل علني. وطالب المشاركون في الوقفة، التي ظل رجال الأمن يتابعونها على بعد أقل من عشرة أمتار، ب"القصاص" من الجناة الذين قتلوا محسن فكري. الوقفة الاحتجاجية التي نادى إليها ناشطون سياسيون، عرفت مشاركة وجوه سياسية معروفة من ضمنهم نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، التي قالت إن هذه الوقفة بمثابة تعبير عن الغضب من "الحكرة" التي وصلت الى منتهاها، وأن ما حدث لفكري لا يقبله أي أحد، ويجب معاقبة المسؤولين الذين تسببوا فيها. وقالت منيب: "يجب تقديم المسؤولين لمحاكمة صارمة توازي الظلم الذي ارتكب في حق محسن الذي هو ابننا الذي تم طحنه مع النفايات، وهو ما لا يقبله أي أحد في القرن الواحد والعشرين"، مضيفة أنه يجب بناء دولة الحق والقانون، وطالبت بضرورة تكوين رجال الأمن والدرك على احترام القانون. مبارك وحيد، عن الائتلاف المغربي للتضامن، قال في تصريحه لهسبريس: "تأتي هذه الوقفة تفاعلا مع حدث في الحسيمة عقب وفاة الشاب محسن فكري الذي مات ميتة لا يمكن لأي أحد أن يقبلها بالنظر للوضعية التي لقي فيها حتفه"، وأضاف: "اليوم خرج المغاربة للتنديد بما حدث لهذا المواطن والمطالبة بمحاسبة من تبث تورطه في هذه الجريمة".