خرج العديد من المواطنين والمواطنات للاحتجاج وسط العاصمة الرباط نصف ساعة قبل الموعد الذي تم الإعلان عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وذلك للتنديد بما حدث لبائع السمك بالحسيمة محسن فكري، الذي التهمته آلة طحن النفايات بشاحنة لجمع الأزبال بعد أن حاول نجدة بضاعته المصادرة. ورفع المتظاهرون بشارع محمد الخامس بالرباط، خلال وقفة أمام مقر البرلمان تحولت في غضون أقل من نصف ساعة إلى مسيرة احتجاجية اتجهت صوب وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني، (رفعوا) شعارات قوية تستنكر الجريمة التي وصفوها بالشنعاء في حق "سماك الحسيمة". "لا يشرفني الانتماء إلى دولة تحرق أبناءها وتطحنهم"، "محسن ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، "مجرمون قتلة إرهابيون"، "كفى من الحكرة والقهرة"؛ تصريحات وشعارات من ضمن أخرى رفعها المحتجون بحناجر تصدح غضبا مما تعرض له فكري الذي مات مخنوقا نتيجة "طحنه" داخل شاحنة لنقل الأزبال. وشهدت مسيرة الرباط غياب أبرز الزعماء السياسيين، فيما سجّل حضور محتشم لبعض أعضاء الهياكل التنظيمية للأحزاب، كما هو الحال بالنسبة لابتسام العزاوي، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، التي كانت مرفوقة بالمهدي بن سعيد الذي يحمل الصفة ذاتها. وعرفت الوقفة الاحتجاجية كذلك حضور يونس مجاهد، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي والمهدي مزواري عن الحزب ذاته، ومحمد زيان، الأمين العام للحزب الليبرالي المغربي الذي قاطع الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر، فضلا عن المصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري. وعلمت هسبريس أن تعليمات أعطيت لعناصر الأمن بعدم التدخل نهائيا، ولوحظ تواجد قليل لبعض رجال الشرطة الذي سمحوا للمسيرة باتخاذ المسار الذي اختارته. والموقف نفسه اتخذته السلطات في ما يتعلق بتنظيم حركة المرور التي عرفت نوعا من الارتباك لكون الطرقات ظلت مفتوحة أمام مستعمليها وسط العاصمة الرباط.