أطلقت جمعية الأيادي البيضاءبفاس بالمركز الاجتماعي للقرب البطحاء، برنامجا تربويا وتكوينيا، يستمر لمدة عام كامل، موجها إلى المهاجرين الأفارقة المقيمين بمدينة فاس؛ وذلك قصد مساعدتهم على الاندماج في الحياة الاجتماعية وفي سوق الشغل. ويروم هذا البرنامج، حسب جميلة بلعزيز رئيسة جمعية الأيادي البيضاء، تعليم المهاجرين الأفارقة، سواء النظاميون منهم أو اللاجئون المقيمون بمدينة فاس، أسس التحدث بالدارجة المغربية قصد تسهيل تواصلهم مع المغاربة، وتقوية قدراتهم المهنية، كتعليمهم بعض الحرف اليدوية مثل الحلاقة والتجميل والسيراميك، وكذا تعزيز قدراتهم في مجال المعلوميات والتجارة، فضلا عن فتح مختلف الخدمات الاجتماعية التي يوفرها المركز في وجوههم، وتقديم المساعدات العينية لهم. وكانت هذه التجربة، التي تدخل عامها الثاني والتي جاءت بناء على شراكة تجمع بين جمعية الأيادي البيضاءبفاس وبين الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، قد أثمرت عن دمج عدد من المهاجرين الأفارقة بفاس في سوق الشغل؛ وذلك بفضل استفادتهم من التكوينات المهنية أو عن طريق دعمهم بمبالغ مالية متواضعة ساعدتهم على إقامة مشاريع بسيطة خاصة بهم. وأكدت جميلة بلعزيز، في حديثها مع هسبريس، أن هذا البرنامج الدراسي والتكويني، الذي سيستفيد منه 50 مهاجرا ومهاجرة ينحدرون من دول جنوب الصحراء، يهدف، كذلك، إلى إرشاد المستفيدين في المجال القانوني، وخاصة فيما يتعلق بإقامة الأجانب بالمغرب؛ كالحصول على بطاقة الإقامة أو تسجيل أبنائهم في المدارس، وكذا تحفيزهم على الثقة بالنفس وعلى تنظيم أنشطة ثقافية واجتماعية خاصة بهم، فضلا عن تقديم الدعم الاجتماعي لهم، وخاصة لفئة المهاجرات اللواتي لهن أطفال. من جانبه، قال الشاب "جوني" المنحدر من دولة كينيا، والذي تحدث لهسبريس، وهو من أمّ من دولة جنوب السودان ومن أب من كينيا، إن الصدفة وحدها قادته إلى التعرف على هذا البرنامج. "جوني"، الذي جاء إلى فاس قبل ثلاث سنوات ليتابع دراسته في شعبة الحقوق بجامعة المدينة، وصف هذه المبادرة لجمعية الأيادي البيضاء "بالخطوة الإنسانية والمشجعة"، مشددا على أن مثل هذه المبادرات تساهم في التخفيف من معاناة الأفارقة المقيمين بمدينة فاس، ومؤكدا أنه شجع باقي معارفه من الأفارقة المقيمين بفاس على الانخراط فيه والاستفادة من خدماته. وأبرز المتحدث ذاته أن معرفة اللغة المغربية تعتبر ركيزة مهمة لتسريع وتيرة الاندماج، ومؤكدا أن أهم ما يقض مضجع الأفارقة المقيمين بفاس هو السومة الكرائية المرتفعة للسكن وكذا التعقيدات الإدارية في الحصول على مجموعة من الوثائق. وذكر "جوني" أن العنصرية اتجاه الأفارقة بمدينة فاس لا يتعدى معدلها نسبة 5 في المائة، "نحن نتعايش مع المغاربة، ولا نحس هنا بالغربة بتاتا"، يؤكد "جوني".