شهدت المدرسة الابتدائية عبد المومن الموحدي بمدينة الجديدة، عشية الخميس، حادث اختناق خمسة تلاميذ وثلاث أستاذات، نُقلوا على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالمدينة، من أجل إسعافهم وتزويدهم بالأوكسجين، قبل أن يغادروا المرفق الصحي إثر تحسّن حالتهم الصحية. وعن ملابسات الواقعة، أفاد محمد الماحي، رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمدرسة الابتدائية عبد المومن الموحدي، أن أحد الباعة المتجولين أضرم النار في متلاشيات بالسوق العشوائي المحاذي للمؤسسة التعليمية؛ وهو ما دفع مدير المدرسة إلى الاتصال برجال الإطفاء، من أجل السيطرة على النيران بأسرع ما يمكن. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أنه ربط، مباشرة بعد التحاقه بالمؤسسة، الاتصال بالسلطة المحلية من أجل التدخل وفق اختصاصاتها، مسجّلا عدم استجابة رئيس الملحقة الإدارية الرابعة الذي صرح لرئيس الجمعية بأنه في اجتماع بمقر العمالة، وهي اللحظة التي تدخل فيها الإطفائيون لإخماد النيران. بعد السيطرة على النيران، يضيف الماحي، انتشر دخان كثيف في المنطقة، سرعان ما دخل إلى الحجرات الدراسية؛ وهو ما تسبّب في اختناق خمسة تلاميذ وثلاث أستاذات، قبل أن يتم إخراج المتمدرسين من فصولهم ونقل المختنقين على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي لإسعافهم. وأوضح محمد الماحي أن جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمدرسة الابتدائية عبد المومن الموحدي بعثت مراسلات إلى كل من قائدة الملحقة الإدارية وباشا المدينة وعامل الإقليم، لمطالبتهم بضرورة التدخل العاجل وإجلاء الباعة المتجولين من محيط المؤسسة التعليمية، مشيرا إلى أن استفحال ظاهرة التجارة العشوائية بباب المؤسسة التعليمية شجّع بعض المتمدرسين على مزاولتها؛ ومن بينهم تلميذ سرق طنجرة ضغط من منزله، وباعها في السوق المذكور. وعن وضعية السوق العشوائي، أورد رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، ضمن التصريح ذاته، أن البداية كانت وسط ساحة فارغة بجوار المؤسسة، ومع مرور الوقت، واستفحال التجارة غير المهيكلة، امتلأت الساحة بالباعة المتجولين؛ إلى أن بلغت الباب الرئيسي لمدرسة عبد المومن الموحدي، أمام أنظار السلطات المعنية، حسب تعبيره.