قال المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر لجهة الشرق، محمد بناني، إن الجهة تزخر بشبكة من المناطق الطبيعية المحمية التي تتوفر على مؤهلات هامة، من شأنها المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة. وأبرز بناني، في حديث صحفي، أن المحميات الطبيعية تكتسي أهمية بالغة على المستوى البيئي، باعتبارها خزانا للتنوع البيولوجي، وتساهم في الحفاظ على البيئة وعلى التوازن البيئي، ومنع ظاهرتي التعرية والتصحر، والحد من آثار التغيرات المناخية، فضلا عن نشر التوعية البيئية. كما أن المحميات ، يضيف المسؤول الجهوي، تضطلع بدور فعال على المستوى السوسيو اقتصادي، بالنظر إلى فرص العمل التي تخلقها، وقدرتها على توفير موارد مالية مهمة خاصة من خلال استثمار مؤهلاتها في السياحة البيئية. وأشار إلى أنه من أجل الحفاظ على الثروة الإحيائية الطبيعية بالمغرب، بادرت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، من خلال المخطط المديري للمناطق المحمية الذي أعد سنة 1996، إلى إنشاء منتزهات وطنية تغطي أهم النظم البيئية على الصعيد الوطني، كما تم إنشاء العديد من المحميات الطبيعية من أجل المحافظة على مواطن إحيائية ذات صبغة خاصة. ويرتكز هذا المخطط على ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في المحافظة على الأصناف النباتية والحيوانية ومواطنها وإعادة تأهيلها، وتهيئة التجهيزات والبنيات اللازمة في المناطق المحمية، وتثمين المعطيات الطبيعية والتراثية لشبكة المناطق المحمية. وبحسب المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، فإن الجهة الشرقية تتوفر على 11 محمية طبيعية تمتد على مساحة تقدر بحوالي 186 ألف هكتار، وتحتوي على أصناف متعددة تمثل التنوع البيولوجي الذي تزخر به المنطقة. وتتمثل هذه المحميات في المحمية الطبيعية لملوية، وبني يزناسن (بركان)، وبحيرة الناظور وجبل غوروغو ورأس ورك (الناظور) والشخار (جرادة) وجبل كروز(فجيج) وللا شافية وللا ميمونة وسد محمد الخامس (تاوريرت)، وموقع بوناصر (جرسيف). وللتحسيس بأهمية البيئة وضرورة الحفاظ عليها، يقول بناني، قامت المديرية الجهوية خلال البرنامج العشري 2005 -2014 بإحداث بنيات ومرافق للتحسيس والتواصل والتربية البيئية، تتمثل في ثلاثة مراكز إعلامية بمحميات بني يزناسن والشخار وكروز، فضلا عن دار للإيكولوجيا والتربية البيئية بمحمية غوروغو. للإشارة فإن المجال الغابوي بالجهة الشرقية يمتد على مساحة تقدر بحوالي2.7 مليون هكتار، أي 30 في المائة من المساحة الاجمالية للجهة. ويضم هذا المجال تشكيلات غابوية متنوعة منها 451 ألف هكتار من الغابات الطبيعية، ومليوني هكتار من سهوب الحلفاء، و130 ألف هكتار من المساحات المشجرة. وتتميز هذه التشكيلات بتواجد عدة أصناف غابوية أهمها أشجار البلوط الأخضر (164 ألف هكتار) والعرعار (147 ألف هكتار)، والعرعار الفينيقي (37 ألف هكتار)، والصنوبر الحلبي (18400 هكتار)، وأرز الأطلس (7700 هكتار)، وأصناف أخرى (100 ألف هكتار) منها البلوط القرمزي، والبلوط الفليني، والبطم الأطلسي، والصنوبر البحري والأركان وغيرها، فضلا عن سهوب الأزير الطبيعية (حوالي 500 ألف هكتار)، ونباتات طبية وعطرية متنوعة كالخزامى والشيح والزعتر. *و.م.ع