قال ألكار آيج، الرئيس المدير العام لمجلس إدارة الخطوط الجوية التركية، إن شركة الطيران "مستمرة في التوسع في القارة الإفريقية"، معتبرا أنه "من حق الأفارقة السفر إلى كل بلدان العالم وبأفضل الأسعار"، وفق تعبيره، مضيفا: "سيكون لنا كل الشرف أن نتكفل بنقل الأفارقة خلال أسفارهم". واعتبر آيج، الذي كان يتحدث خلال ندوة صحافية بالمقر الرئيسي لشركة الطيران التركية في مدينة اسطنبول، أن دول شمال إفريقيا تعد من أهم وُجهات القارة السمراء ال 41، لافتا إلى أن "Turkish Airlines" مستعدة للمنافسة داخل القارة الإفريقية، وستعمل "يدا في يد مع الزوار والسياح والطلبة الأفارقة". المسؤول رفيع المستوى بالخطوط الجوية التركية، الذي كان حريصا على سرد تفاصيل ما وقع ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة وما تلاها، أكد أن الأحداث أثرت على السياحة في تركيا؛ حيث فقد هذا البلد السياحي أعدادا من الزوار، ما تسبب في تراجع عدد الركاب، الشيء الذي أثر بأربعة في المائة على موارد الشركة المصنفة واحدة من بين أفضل شركات الطيران بالعالم العام الجاري. هذا التراجع لم يُثْن آيج على التأكيد على الطموحات الكبيرة التي يسعى الأسطول المؤسس قبل ست سنوات ونصف إلى تحقيقها، والمتمثلة في زيادة أعداد الطائرات إلى 500، ورفع رقم المعاملات إلى 30 مليار دولار عام 2017، فضلا عن رفع أعداد طاقم الصيانة التركي، وتأهيل الطلاب بمدرسة الطيران الخاصة والتقنيين المدربين، مشيرا إلى أن تركيا باتت تصنع منتجات تكنولوجية في مجال الطيران. وأعلن ألكار آيج عن بناء مطار ثالث بمدينة اسطنبول ينتظر أن يستقبل 90 مليون راكب سنويا ويضم مدرجات منفصلة، من المتوقع أن تنتهي الأشغال بأول جزء منه عام 2018. وأشار إلى أن مطار أتاتورك، الذي يعد ثالث أفضل مطار في أوروبا، يستقبل 70 مليون راكب، منافسا بذلك مطار "دوكول" الفرنسي. وأكد آيج سعي الشركة إلى زيادة معايير الجودة لتحسين المنافسة، خاصة وأنها من أكثر الشركات سفرا حول العالم بأزيد من 260 وجهة. ولم يتوان المدير العام لشركة الطيران التركية على الترديد على مسامع صحافيين وإعلاميين أفارقة أن الانقلاب "هز صورة الخطوط الجوية التركية"، وقال: "نحاول الوقوف في وجه الحملات الدعائية المسيئة إلينا، ونشعر بأننا مجبورون على تقديم شروح لكم حول ما واجهنا وتعرضنا له، لذلك استدعيناكم"، على حد قوله. المتحدث أشار إلى أن شركة الطيران فسخت عقود عمل بضعة مئات من الموظفين، بينهم خبراء ومدراء ومسؤولون كبار، نتيجة تحقيقات دقيقة عقب الانقلاب، بعد أن تبين انتماؤهم لتنظيم فتح الله غولن، مضيفا أن الرحلات الجوية توقفت نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث يعيش غولن في ولاية بنسلفانيا، "أفضل مما يعيش ساكنو البيت الأبيض"، من ليلة السبت إلى غاية يوم الاثنين ليلا، ليتم استئنافها بعد عدد من المكالمات بين الطرفين. وأوضح المسؤول التركي أن الدولة تعمل على اجتثاث المنتسبين لجماعة "الخدمة الإرهابية" من داخل المؤسسات العمومية والخاصة، مبرزا أنه تم "فسخ عقد عمل زهاء ستين ألف منتسب لتنظيم غولن وتسريحهم، فيما يدعي ألف منهم البراءة مبدين رغبتهم في العودة إلى مقرات عملهم، وتتم إعادة النظر في ملفاتهم"، وفق تعبير آيج الذي أشار إلى أن "الناتو" هدد تركيا بطردها من الحلف عند اعتقالها ضباطا سامين غداة الانقلاب.