بدأت آلاف الأسر المقيمة بالمناطق المتاخمة لمدينة الموصل بالنزوح نحو ناحية القيارة (60 كم جنوب الموصل)؛ وذلك بسبب الاشتباكات الدائرة بين القوات العراقية، من جيش وبيشمركة، مع تنظيم "داعش" الإرهابي. وأطلق الجيش العراقي، إلى جانب قوات البيشمركة وعدد من المجموعات العشائرية التي قامت القوات التركية بتدريبها، بالإضافة إلى التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، يوم الاثنين، هجوما يستهدف تطهير الموصول، المعروفة ب"المدينة الحدباء"، من تنظيم "داعش" الإرهابي الذي سيطر عليها صيف عام 2014. وتمكنت قوات الجيش العراقي والشرطة والبيشمركة من تحرير 19 قرية في اليوم الأول من عمليات استعادة مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال). وكانت الأممالمتحدة حذرت، في وقت سابق، من أن عملية استعادة الموصل قد تؤدي إلى نزوح قرابة مليون شخص، ما يهدد بوقوع أزمة إنسانية. وقالت ليز غراند، منسقة الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، في تصريحات صحافية، إن "التوافد قد بدأ"، في إشارة إلى النزوح بسبب العملية، مضيفة: "توقعاتنا، المبنية على معلومات أطلعنا عليها الجيش العراقي، أنه في حال بدأت حركة سكانية كبيرة، فمن المحتمل أن يكون ذلك خلال خمسة إلى ستة أيام. ومع التقدم باتجاه المدينة، ليست هناك توقعات بنزوح هائل". وتعتبر غراند أن "السيناريو المتوقع هو أن تكون هناك موجة نزوح 200 ألف شخص خلال الأسابيع الأولى، وهو رقم قد يرتفع بشكل ملحوظ مع استمرار العملية. وفي سياق متصل، ذكر القيادي البارز في الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية موالية للحكومة) هادي العامري أن مقاتلي الحشد لن يدخلوا مدينة الموصل خلال الحملة العسكرية الجارية لاستعادتها من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي. وأضاف العامري، خلال مؤتمر صحافي من مدينة النجف، الثلاثاء، في أعقاب اجتماع قادة الحشد الشعبي مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن "مقاتلي الحشد وقوات البيشمركة الكردية لن تدخل الموصل، وإنما سترابط في محيط المدينة". وأوضح القيادي الذي يتزعم كتائب "بدر"، أكبر فصيل شيعي مسلح ينضوي ضمن قوات الحشد الشعبي، أن قوات الجيش والشرطة "ستتولى هذه المهمة (دخول المدينة) وفق ما تم الاتفاق عليه بين الجميع". وفي غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، الثلاثاء، أن بلاده توصلت إلى اتفاق مع التحالف الدولي لمشاركة مقاتلاتها في عملية تحرير مدينة الموصل، شمالي العراق، من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي.