وسط مقاطعة جليز الراقية بمدينة مراكش يتموقع حي المسار، المحاط بعدة دواوير؛ منها بلحماد والحمري وخليفة بريك وشعيب والشلالكة والسكة، غير أن السكان يشكون من تأزم وضع البنية التحتية في المنطقة، صيفا وشتاء. "نعيش جميع أنواع التهميش"، يقول المصطفى بوزرو، أحد سكان المنطقة، لهسبريس، مؤكدا "غياب المراكز الصحية، ما يضطر السكان إلى الانتقال إلى مؤسسة صحية بدوار شعوف العزوزية، الذي يبعد ب3 كيلومترات"، على حد قوله. وأضاف المتحدث ذاته: "الأمهات يجدن أنفسهن مضطرات للاستيقاظ في منتصف الليل لضمان الاستفادة من تلقيح الأطفال الرضع، ما ينعكس سلبا على تدبيرهن لأمور البيت". وأورد بوزرو أن "السكان يعانون من غياب مؤسسات تعليمية إعدادية وثانوية، وعدم كفاية المدرسة الابتدائية الوحيدة بالمنطقة، والتي تعيش على وقع الاكتظاظ، ما دفع إدارتها إلى رفض تسجيل 30 طفلا في بداية الموسم الدراسي 2016-2017"، حسب تعبيره. "تواجد المدرسة المذكورة بالقرب من السكة الحديدية جعل الأولياء في خوف دائم من الخطر الذي يتهدد فلذات أكبادهم، خاصة أن المكان خلاء"، يورد بوزرو. أما عبد المجيد الخيالي، وهو من سكان المنطقة، فسرد جوانب من معاناة السكان مع المشاكل البيئية التي يتخبطون فيها، ومراكش على مشارف تنظيم "كوب 22"، مشيرا إلى "غياب تنظيف الشوارع، وضعف الإنارة وانعدامها ببعض الأماكن، ما يعرض السكان لمخاطر السرقة والاعتداء العنيف أحيانا"، حسب تعبيره. "الطرق متهالكة وبها بالوعات لقنوات الصرف الصحي تعرض المارة والسيارات لخطر السقوط فيها"، يورد الخيالي، الناشط المهتم بالبيئة، مشيرا إلى أن "السكان يعيشون محنة لا توصف في فصل الشتاء، إذ تمتلئ الشوارع بمياه الأمطار، بسبب اختناق قنوات الصرف الصحي بالأزبال والأتربة، كما تشكل مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة". وعدد الفاعل البيئي نفسه الدواوير التي تفتقر إلى قنوات الصرف الصحي، كدوار شعيب والحمري والخليفة وبريك واحد والشلالكة، مشبها المنطقة ب"الصحراء القاحلة"، ل"غياب المساحات الخضراء، وزحف الإسمنت"، على حد قوله. جواد سمعاني، رئيس مصلحة شبكة المؤسسات العلاجية بمندوبية الصحة بالمدينة الحمراء، أوضح لهسبريس أن "لجنة الخريطة الصحية التي يترأسها والي جهة مراكش أسفي هي التي تقرر فتح مركز صحي في منطقة ما عندما يبلغ عدد سكانها ما بين 25000 و30000 نسمة". وزاد المسؤول ذاته: "الاكتظاظ الذي يعرفه مركز شعوف العزوزية يخص فقط تلقيح الأطفال"، مشيرا إلى أن "تركيز هذه العملية بالمؤسسة الصحية المذكورة يرجع إلى دواعي عدة؛ منها تأمين الدواء وتقديم جرعاته في ظروف صحية جيدة، حماية للأطفال من كل الأمراض التي يمكن أن تفتك بهم"، حسب تعبيره. ووعد المصدر ذاته المتضررين بإطلاق بحث لدراسة قضيتهم، وزاد: "حين التأكد من بلوغ السكان الرقم المشار إليه سنعمل على التخطيط لإحداث مركز صحي بحي المسار". من جهته أكد أحمد أوشيشة، المدير الإقليمي للتربية والتكوين بمدينة سبعة رجال، أن "مشكلة الاكتظاظ بالمدرسة وانتقال التلاميذ إلى مؤسسات بعيدة عن سكناهم قيد الدراسة لحلها"، موردا أن "إعداديتين تم إحداثهما بالمنطقة". وتابع المدير عينه بأن "توقف إحدى الإعداديتين يعود لأسباب تقنية، لكن الأشغال بالثانية تسير بشكل سليم"، مؤكدا أن "مشكلة التعليم بالمنطقة ستحل في إطار البنيات الجديدة"، على حد قوله. وإذا تمكنت هسبريس من استقاء توضيحات المسؤولين السابق ذكرهما، فقد تعذر عليها الحصول على رأي رئيس ملحقة سيدي غانم، ونائب رئيس مجلس مقاطعة المنارة.