تقع مجموعة دوواير عين الرحمة (عين الحمار) في الجنوب الغربي لمدينة كلميم، حيث تبعد عن هذه المدينة بحوالي 60 كيلومترا، وهي تابعة في نفوذها الترابي للجماعة القروية الشاطئ الأبيض، و عين الرحمة في حذ ذاتها تتكون من أربع دواوير وهي : (أجوي مناس ، دوار عين الرحمة ، الشعيبات ، أجوي التلي )، وتحدها من الغرب جماعة الشاطئ الأبيض و من الشرق سيدي عيسى واعلي و لبيار ومن الجنوب راس أمليل ومن الشمال راس الطارف، و يقطن بها حوالي500 نسمة من الساكنة إلا أن الهجرة إلى المدن كانت و لا زالت هاجس مجموعة من السكان لأسباب منها القرب من المدارس كي يتسنى لأبناءها متابعة دراستهم.. وتمثل قبيلة الزكارة التابعة لمجموعة قبائل أيت لحسن نسبة 100 في المائة من السكان. إن المنطقة كباقي الجماعات القروية تعاني من العديد من المشاكل تحد من المستوى التنموي في هذه المنطقة، وبهذه المحاولة سنحاول التطرق إلى هذه المشاكل وفق الشكل التالي: المشاكل المرتبطة بالفقر وضعف المستوى المعيشي : ينتمي سكان دوواير عين الرحمة إلى الطبقة الفقيرة ، وتعد المنطقة من ذوي الدخل المنعدم ،ولا تتوفر على أي دخل قار مما يطرح مشاكل كبيرة على المستوى المعيشي، خصوصا تلبية الحاجات اليومية وتغطية جميع المصاريف (كمصاريف تعليم الأبناء، والتغطية الصحية ومصاريف التنقل إلى مدينة كلميم للتسوق وقضاء بعض الأغراض الشخصية و الإدارية ). و إذا كان أغلب السكان يعملون على تربية المواشي القليلة القطيع والفلاحة البورية، فإن توالي سنوات الجفاف ساهمت في تأزم وضعيتهم وزادت من مشاكلهم، مما اضطر بعض الأبناء إلى الهجرة السرية إلى أوروبا التي ذهبت ضحيتها العديد من الشباب الذين كان همهم الوحيد هو البحث عن عمل بالديار الأخرى وتخليص عائلتهم من ويلات الفقر ومشاكله. المشاكل المرتبطة بمجال التربية والتكوين: يعتبر المستوى التعليمي ضعيف بدوواوير عين الرحمة نتيجة غياب الإمكانيات التي تساعد التلميذ على التحصيل العلمي و المعرفي الجيد، فأغلب المدارس تتكون من حجر دراسية قديمة متصدعة و متهالكة، إذ لا تحتوي هذه المدارس على مطاعم، و خزانات للكتب تساعد التلميذ على تنمية معارفه، كما أنها لا تحتوي على ملاعب من أجل ممارسة التلميذ الرياضة و جعله تلميذا نشيطا و فعالا في مجتمعه. وبالإضافة على ذالك فإن مدارس عين الرحمة تنقصها أصوار تحفظ التلاميذ داخل الأقسام و تميز هذه المدارس عن باقي البنايات الأخرى. و تجدر الإشارة إلى أن بعض التلاميذ لا يستطيعون إكمال الدراسة عند حصولهم على شهادة الدروس الإبتدائية، نتيجة إرتفاع المصاريف المتعلقة بالتعليم في المدن مما يضطر أغلب هؤلاء التلاميذ إلى الإنقطاع عن الدراسة و هذا ما يفسر إرتفاع نسبة ما يسمى بالهدر المدرسي، بالإضافة إلى ذالك تفتقر المنطقة إلى إعداديات أو ثانويات من أجل متابعة التلاميذ دراستهم بعد الحصول على الشهادة الإبتدائية. المشاكل المرتبطة بالمجال الصحي : نتيجة غياب دخل قار بالنسبة لسكان دواوير عين الرحمة، فإن غالبية سكان هذه المنطقة لا يستطيعون توفير المصاريف المتعلقة بالأمراض و الأدوية نظرا لانعدام التغطية الصحية بالنسبة إليهم، فالعديد من السكان يعانون من الأمراض المزمنة المؤدية إلى الموت، وبالإضافة إلى ذالك يعاني بعض أطفال دواوير عين الرحمة من الإعاقة الذهنية والبدنية التي تجعلهم في عزلة تامة عن أصدقائهم، مما يصعب ولوجهم إلى المدرسة كباقي التلاميذ نتيجة إعاقتهم ونتيجة غياب مراكز الترويض الطبي للمعاقين و ذوي الأحتياجات الخاصة بالمنطقة . كما تفتقر المنطقة إلى غياب سيارة الإسعاف مما يسبب عدة مشاكل للمرضى في التنقل إلى مدينة كلميم خصوصا النساء الحوامل اللواتي حل أجل ولادتهن، أو بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بوعكة صحية خطيرة استدعت الإنتقال بهم إلى مدينة كلميم من أجل إسعافهم وإغاثتهم . للإشارة فإن المنطقة يوجد بها مستوصف صحي واحد لكنه يفتقر إلى التجهيزات و الأطر الطبية، وكذا الصيدليات حيث الأعشاب الشعبية هي الحل الأخير. المشاكل المتعلقة بالتجهيزات الطرقية والماء الصالح للشرب: يبدو وسكان دواوير عين الرحمة في عزلة تامة نتيجة غياب الطرق المعبدة، فالطرق بالمنطقة عبارة عن مسالك وعرة تفتقر إلى قناطر، مما يخلق عدة مشاكل بالنسبة للسكان وسائقي السيارات في التنقل إلى المدن، خصوصا في فصل الشتاء وفترة هطول الأمطار، حيث تسببت هذة الطرق الوعرة في العديد من الحوادث راح ضحيتها العديد من ساكنة المنطقة، ثم الطرق المعبدة . بالإضافة إلى كل هذا تعاني دواوير عين الرحمة من غياب الماء الصالح للشرب، حيث يضطر السكان إلى جلب المياه من مدينة كلميم والنواحي عبر الشاحنات الصهريجية خصوصا في فترة الجفاف، مما دفع بعض السكان إلى الهجرة إلى المدن التي تتوفر على شبكة الماء الصالح للشرب لتفادي هذه المشاكل. حقيقة لا نستطيع إكمال جميع المشاكل التي تعاني منها سكان دواوير عين الرحمة، بمقارنة مع حجم تلك المشاكل ، وتتدخل عدة أسباب في ذالك: هو بعد هذة المنطقة عن الجماعة التابعة لها (الشاطئ الأبيض ). وتقصير السلطات المحلية في حق السكان وبالخصوص رئيس الجماعة المذكورة. أما منتخبي و ممثلي المنطقة في المجلس الجماعي فهم غير مبالون.