تؤشر معطيات حصلت عليها هسبريس بخصوص المقارنة بين الأصوات الانتخابية التي حصلت عليها فدرالية اليسار الديمقراطي وحزبا "الاتحاد الاشتراكي" و"التقدم والاشتراكية"، باعتبارهما ينتسبان إلى الطيف اليساري بالمغرب، على أن الفدرالية حققت الرتبة الأولى في عدد من المدن. ووفق الإحصائيات ذاتها، فإن فدرالية اليسار الديمقراطي، المشكلة من 3 أحزاب يسارية، حصلت في انتخابات 7 أكتوبر الجاري، في المقاطعات الثماني بمدينة الدارالبيضاء، على 20.597 صوتا، و"الاتحاد الاشتراكي" على 9322 صوتا، و"التقدم والاشتراكية" على 8014 صوتا. وفي الرباط حازت فدرالية اليسار، التي قادت لائحتها الوطنية نبيلة منيب، 11.945 صوتا، بينما "الاتحاد" 2768 صوتا، و"التقدم" 1393 صوتا. وفي سلا جاءت الفدرالية الأولى مقارنة مع حزبي "الوردة" و"الكتاب"، من خلال 11.945 صوتا، و2768 صوتا، و1393 صوتا، على التوالي. الأمر نفسه حصل في القنيطرة: الفيدرالية: 4061 - الاتحاد: 6480 – التقدم 633؛ وفي فاس: الفيدرالية: 5918 صوتا الاتحاد: 4184 - التقدم: 2560؛ وفي مكناس: الفيدرالية: 6437 - الاتحاد: 1975- التقدم 1463؛ وأكادير: الفيدرالية:3911 - الاتحاد 3650 - التقدم 2932 صوتا. وأما في طنجةأصيلة، فقد حازت الفيدرالية على 3178 صوتا، و"الاتحاد" على 827 صوتا، و"التقدم" على 637 صوتا. وفي مراكش: الفيدرالية 6482 - الاتحاد: 1491 - التقدم: 7185 صوتا. وفي وجدة: الفيدرالية: 2808- الاتحاد: 1613- التقدم 694 صوتا. وعزا قيادي في فدرالية اليسار الديمقراطي، في تصريح لهسبريس، هذه النتائج التي حققتها الأخيرة في الانتخابات البرلمانية، مقارنة مع باقي أحزاب اليسار، إلى ما سماها "نظافة المرشحين، والنأي عن الأعيان، وخوض حملة بأقل الإمكانيات المالية، وبدون أداة إعلامية ورقية، ومنافسة غير متكافئة ماليا وإعلاميا". مفيد: عوامل إشعاع الفيدرالية من جهته وصف أحمد مفيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس، نتائج فدرالية اليسار بكونها "جيدة" رغم عدم تمكينها مرشحيها ومرشحاتها من الحصول على أكثر من مقعدين في إطار الدوائر المحلية، ورغم عدم قدرتها على الفوز بأي مقعد في اللائحة الوطنية. وأرجع مفيد نتائج الفدرالية اليسارية، في تصريحات لهسبريس، إلى عدة عوامل رئيسة؛ الأول "الحملة التواصلية التي قادتها مكونات الفدرالية، والتي اعتمدت على المهرجانات الخطابية، واستعملت أيضا بشكل مكثف مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، زيادة على طرق الأبواب في مختلف الدوائر". وثاني العوامل، وفق المحلل ذاته، يتمثل في "نوعية المرشحين الذين لم يسبق لهم المشاركة في تدبير الشأن العام، ولا يتحملون مسؤولية ما آلت إليه البلاد في المجالات الاقتصادية والاجتماعية"؛ ثم ثالثا "طبيعة الخطاب السياسي المعتمد في عملية التواصل الانتخابي قبل وأثناء الحملة الانتخابية". والعامل الرابع، يضيف الأستاذ الجامعي ذاته، يكمن في "جودة مجموعة من المقترحات والبدائل الواردة في البرنامج الانتخابي للفدرالية، والاستفادة من مجموعة من الأخطاء التي وقعت فيها أحزاب اليسار"، بينما العامل الخامس هو "تأثير وسائل الإعلام، خصوصا بعد الظهور البارز للأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد". ولم تفت مفيد الإشارة إلى عامل سادس لا يقل تأثيرا عما سبق، ويتجلى في "نظافة الحملة الانتخابية لمرشحي "فدرالية اليسار الديمقراطي"، وعدم اللجوء إلى استعمال الوسائل غير القانونية، والاعتماد على المناضلين عوض الالتجاء إلى الأعيان ومقدمي الخدمات الانتخابية". وخلص مفيد إلى أنه "رغم النتائج التي حققتها فدرالية اليسار الديمقراطي فتواجدها يبقى ضعيفا في المؤسسات"، مبرزا أنه "لا يمكن الجزم بأنها القوة اليسارية الأولى، ولكن المؤكد هو أن هذه النتائج يمكن أن تشكل بداية لآفاق أفضل لها في المجال السياسي والمؤسساتي"، حسب تعبيره.