استنفرت كل من مصالح الأمن والوقاية المدنية والسلطات المحلية وقسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بسطات عناصرها، مساء اليوم الثلاثاء، بسبب الطقوس والأجواء التي تعرفها ليلة عاشوراء؛ حيث يعمل الشباب المحتفلون بالمدينة، في تحدّ بينهم، على تجميع العجلات المطاطية التي أصبحت غير قابلة للاستعمال لإضرام النيران فيها، والعمل على تجاوزها عن طريق القفز. في المقابل يجمع أبناء البادية أكوام أشواك السدر، وغيرها من القش، لإضرام النار فيها والحصول على "الشعالة" التي يقومون بتجاوزها عن طريق القفز، وإعلان كل واحد من الشباب التحدي والمبارزة لتخطي أعلى ارتفاع للهيب النيران المنبعثة منها، وسط تصفيقات الحاضرين وزغاريد النساء اللائي يكتفين بالرقص والغناء مردّدات اللازمة المحفوظة لدى الأوساط الشعبية المغربية: "كدّيدة كدّيدة ملوية على لعواد والله عيشور مشى يصلي ودّاه الواد"، و"عيشوري عيشوري عليك دلّيت شعوري"، وتارة أخرى يردّدن "الليلة عيشورة والدّنيا مكسورة"، في إشارة إلى الصخّب والضوضاء اللذين تعرفهما هذه المناسبة، في حين يكتفى بعض الأطفال بالاستمتاع بالمفرقعات. السلطات المحلية وأعوانها والمصالح الأمنية وعناصر القوات المساعدة استنفرت مصالحها، بتنسيق مع أفراد الوقاية المدنية والمجلس البلدي، من أجل التصدي لكل محاولة إضرام النار في العجلات المطاطية، والعمل على التدخل الاستباقي، أو إطفاء النيران، تجنّبا للأخطار المختلفة التي قد تلحق بصحة المواطنين كالتلوث، أو الإصابة بالحروق، أو انتقال النيران إلى الغابات والحدائق المجاورة، أو ممتلكات المواطنين من منازل وسيارات، أو عرقلة السير أحيانا. مصادر هسبريس ذكرت أن السلطات شكّلت لجنتين للمراقبة على مستوى منطقتين؛ ضمت الأولى المقاطعة الأولى والثانية والخامسة، وتهمّ الأحياء الشعبية كسيدي عبد الكريم ودرب عمر ودرب الصابون، بالإضافة إلى حي لكنانط والتنمية وعلوان والخير ومجمع الخير، فيما ضمت المنطقة الثانية كلا من المقاطعة الثالثة والرابعة والسادسة، وتغطي كلا من حي ميمونة والبطوار والسماعلة والقسم وحي السلام، وغيرها. وفي الوقت الذي لم يستقبل فيه قسم المستعجلات أي مصاب إلى حدود الساعة، أضافت المصادر نفسها أن عناصر الأمن التابعة لولاية سطات، بتنسيق مع السلطات المحلية، تمكّنت في عملية استباقية من حجز عدد كبير من العجلات المطاطية غير القابلة للاستعمال، تفاديا لاستغلالها من قبل مجموعة من الشباب في "الشعّالة".