التزمت جل الأحزاب الصمت منذ الإعلان عن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رئيسا للحكومة لولاية ثانية؛ ورغم عقد تلك الأحزاب لاجتماعات على مستوى قياداتها فإنها لم تعلن عن أي قرارات، إلى حد الساعة، في انتظار تحركات رئيس الحكومة المعين من قبل الملك وما ستؤول إليه الأوضاع. أول المجتمعين كان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي تكبد خسارة كبيرة خلال الاستحقاقات الماضية، إذ عقد اجتماع مكتبه السياسي، ليل أمس، مباشرة عقب تعيين بنكيران رئيسا للحكومة لولاية ثانية؛ غير أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب "الوردة"، قرر عدم الإدلاء بأي تصريحات بخصوص القرارات التي اتخذت. وتفيد معطيات من داخل حزب "الوردة" بأنه هناك تجاذبا ما بين القبول بالتحالف مع بنكيران إذا ما طلب ذلك، أو البقاء في صفوف المعارضة طيلة الولاية الحكومية القادمة. حزب الاستقلال وحزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الحركة الشعبية التزموا أيضا الصمت نفسه، إذ فضّل قادة هذه الأحزاب الثلاثة عدم الإفصاح عن اختياراتهم، وتظل هواتفهم ترن دون أي جواب على اتصالات الصحافة والإعلام. ويرى محمد عبد الوهاب العلالي، الخبير في التواصل السياسي، أن التزام الصمت خلال هذه المرحلة هو أمر طبيعي؛ بالنظر إلى أن النتائج، إلى حد الساعة، غير محسومة. وقال العلالي، في تصريح لهسبريس: "نحن الآن في المرحلة الأولى ما قبل الوصول إلى السيناريوهات الممكنة لتشكيل أعضاء الحكومة الجديدة وطبيعة نتائج الانتخابات"، مشددا على أن "التحالفات المقبلة تقتضي الكثير من الجهد، وأحيانا من اللقاءات الماراطونية؛ وهو ما يقتضي أحيانا التكتم على نتائج غير محسومة". وتوقع الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال أنه ستظهر، بعد وقت وجيز، على الأقل ما هي التحالفات الممكنة والقوى الممثلة لها، ثم الأشخاص الذين من الممكن أن يشكلوا الحكومة. يذكر أن الصمت الذي خيّم على الأحزاب الأغلبية لم يستثن منه حزب العدالة والتنمية، الذي كان أمينه العام قد بعث توجيها إلى أعضاء حزبه يمنعهم فيه من الإدلاء بأي تصريحات، ويؤكد أنه هو الوحيد المخول له التعليق على موضوع الانتخابات.