سارع عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى محاولة إخماد نيران التصريحات الصادرة عن بعض قيادات وأعضاء «المصباح» بشأن تحالفاته مع أحزاب الحكومة، والخلاف الذي نشب مع حزب التجمع الوطني للأحرار. وجاء تدخل بنكيران بعد تهديد أعضاء الحزب في جهة درعة-تافيلالت بتقديم استقالة جماعية، احتجاجا على ما اعتبروه عدم التزام حزب «الحمامة» بالاتفاقات المبرمة مع الأغلبية، بعدما ترددت أخبار تفيد بأن حزب صلاح الدين مزوار يتجه نحو دعم محمد الأنصاري، مرشح حزب الاستقلال. وأغضبت تحركات قياديين من حزب التجمع الوطني للأحرار في جهة درعة -تافيلالت أعضاء الحزب الإسلامي، الذين اعتبروا نزول هذه القيادات إلى الجهة للقاء منتخبي «الحمامة» نوعا من الضغط بغية عدم التصويت لصالح لحبيب الشوباني، مرشح «المصباح» لمنصب الرئاسة. وبعدما أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أنه وحده المخول له الإدلاء بتصريحات في هذا الشأن، ودعا مناضلي وقياديي «المصباح» إلى عدم الإدلاء بأي تصريح أو تعليق في الموضوع، جدد بنكيران تأكيده على التزامه بكل التحالفات والاتفاقات القائمة لتشكيل مكاتب الجهات والجماعات. وذكرت مصادر مطلعة أن بنكيران ألزم قيادييه ب»الصمت» وعدم الإدلاء بأي تصريحات إلى أن تتضح الصورة، وانتهاء عملية التصويت وتشكيل مجالس الجهات والجماعات، وهي المرحلة التي ستكشف مدى التزام كل طرف داخل الحكومة بالتحالف المبرم بين المكونات الأربعة. وعاشت عدد من الجهات ليلة «بيضاء» وتحركات مكوكية لإبرام تحالف «آخر ساعة» وضمان التزام مختلف الأطراف بتعهداتها، وسط مخاوف مما قد تكشف عنه ساعات الصباح من توجهات في عملية التصويت على رؤساء جهات المملكة. وكان أعضاء الأمانة العامة للحزب قد لوحوا بالذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها، إثر الخلاف الذي تفجر مع حزب التجمع الوطني للأحرار، خاصة على مستوى مدينة تطوان، وذهب بعضهم إلى اتهام «الحمامة» بالعمل على «ابتزاز» حليفها في الحكومة، خاصة بعد الاتفاق الذي أبرم بين الأغلبية، والذي يرمي إلى ترؤس الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد للجماعة أو الجهة المعنية، باستثناء تلك التي تجري بشأنها توافقات بين الأغلبية.